قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الثالث عشر (غضب)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الثالث عشر (غضب)

مازن بقلق: ها يا سهام مفيش اخبار؟

سهام: لا يا افندم للاسف موبايله مقفول و حاولت اوصله على الفيلا ... بس اللي شغالين هناك قالو انه مظهرش من امبارح

هب من مكانه بفزع ليردف

مازن بصراخ: يعني ايه مظهرش من امبارح وازاي محدش بلغنى؟

انتفض جسدها لصراخه فتلعثمت فى الحديث

سهام: مممااااا معرفش يا افندم ده كلامهم ... بس ان شاء الله خير مفيش داعي للقلق ده

نظر لها للحظات شرد فيها بأمر ما ثم ما لبث ان عاود الجلوس بهدوء مرة اخرى يردف بتفكير

مازن: و آيات ؟

سهام بغباء: مالها؟

نفخ بنفاذ صبر

مازن بغضب: هيكون مالها يعنى ... اقصد لسة مظهرتش ؟

سهام: معرفش يا افندم حضرتك طلبت مني اوصل لمستر طائف فمعرفش اذا كانت وصلت الشركة ولا لأ

نظر لها بغيظ قبل ان يصرخ بها

مازن: امشي يا سهام اختفي من قدامي دلوقتي انا هتصرف

نظرت له بغيظ لحدته معها فما ذنبها هي فى غياب السيد طائف او ايات

ذفرت بضيق قبل ان تمتثل لامره وتتجه خارج الغرفة ليهمس هو فور خروجها

مازن بقلق: لما اشوف حل انا بقى فى المصيبة دي

انتهت من الاستحمام لتخرج على استحياء من الحمام المرفق بغرفتها تفحصت بعيناها انحاء الغرفة و وجدت نفسها ما زالت وحيدة ذفرت نفساً عميقاً قبل ان تتحرك بحرية نحو الجهة التى اشار اليها سابقاً كونها ستجد بها ما ترتديه ... لتجدها غرفة مُعدة و مُرتبة لتكون مخصصة لإحتواء كل ما قد تحتاجه اي امرأة من ملابس و احذية و ما الى ذلك

همست بدهشة

ايات: لحق يجهز كل ده ؟ ... ثم اكملت بغيظ ... ولا تلاقيه متعود يجيب الستات بتوعه هنا

حاولت تجاهل تلك الخاطرة و اتجهت تنتقى ما ترتديه ومازالت ملامح السخط على وجهها

تناولت بنطال من الجينز يعلوه شيميز ازرق اللون وتركت شعرها القصير والذي لا يتعدى طوله كتفيها حراً طليقاً

تحركت نحو مرآة كبيرة موضوعة بأحد اركان الغرفة لتعدل من هيئتها ثم اخذت نفس عميق و اخرجته قبل ان تتحرك لخارج الغرفة

فور خروجها من الغرفة وجدت امامها ممر طويل سارت به لترى بآخره سلم نزلت منه و عيناها ما زالت تتفحص المكان الى ان هبطت للاسفل فوجدت امرأة سنها لا يتعدى الثلاثون تنظر لها بإبتسامة ووجه بشوش

المرأة: مساء الخير يا هانم ... انا علا ... هكون فى خدمة حضرتك طول الفترة الجاية

نظرت لها آيات بريبة و تساءلت هل تعلم سبب وجودها بهذا المكان ... هل تعلم بشأن طائف و من يكون ؟

اومأت بخفة لتتحرك المرأة امامها و منها فهمت وجوب تتبعها

سارت خلفها بصمت حتى وصلتا الى غرفة من هيئتها علمت انها غرفة الطعام و وجدته يجلس بإنتصاب ينظر الى اللاشيء يفكر فى أمر ما بتركيز شديد و على ما يبدو انه لم ينتبه لوجودهم حتى الان

تنحنحت علا ليلتفت نحوهم بحدة و سرعان ما ارتخت ملامحه لكنها ما زلالت جافة باردة ... صرف الفتاة ليوجه حديثه نحو آيات

طائف: اقعدي يا آيات

نظرت له بسخط و كم رغبت بمعارضته لكن لا داعي لذلك فهي تعلم ما سيؤول اليه الوضع ان لم تتناول الطعام حيث انها لم يدخل جوفها اي شيء منذ غداء الأمس

تحركت بهدوء لتجلس على احدى المقاعد ... ثم عادت علا مع بعض الخدم لرص الطعام امامهم و سرعان ما غادر الجميع الغرفة ما عدا طائف و آيات

بدأ كلاهما بتناول الطعام لتتوقف هى للحظات تنظر اليه بتوجس

آيات: ممكن اعرف انت قولت للناس اللى شغالين هنا انا ابقى مين ؟ عشان التمثيلية تبقى واضحة

طائف بغرور: مفيش داعي لأى تمثيليات الناس اللى شغالين هنا صم و بكم يعى لا بيشوفو حاجة ولا بيسمعو حاجة وعارفين اللى بيخالف الكلام ده هيجراله ايه فمفيش داعى للقلق

آيات بسخرية: واضح ان جينات الجريمة فى دمك

طائف: هعتبر كلامك ده مدح ... لمصلحتك

آيات بتهكم و قد عادت لتناول الطعام: مصلحتي ؟ لا واضح فعلاً

طائف ببرود: آيات ياريت بلاش الاسلوب ده معايا و ارجو انك تراعي كوني مقدر ظروفك الحالية و حالتك النفسية .. غير كده مكنتش هسمح ابداً بطريقتك دي

وكأنها وجدت الفرصة للانفجار لتهتف بإندفاع

آيات بإنفعال وصراخ: حالتي النفسية ؟ طريقتي ؟ انت واضح انك مش اخد بالك انك السبب فى ان حياتى اتقلبت و على وشك انها تدمر دا اذا كانت اصلاً متدمرتش ... انت ايه يا أخي مبتحسش ... جايبني لاخر الدنيا و تقولى مصلحتى ... ده اسمه خطف و اوعدك مجرد بس ما تجيلي الفرصة ههرب من هنا على اقرب قسم او حتى السفارة و هبلغ عن كل بلاويك

لا تدرى كيف ومتى حدث كل ذلك .. ففى غضون ثوان وجدت كل ما كان فوق طاولة الافطار ملقى ارضاً لتنتفض بمكانها و تعود للخلف عدة خطوات تحمى نفسها كرد فعل طبيعي لما حدث ... التفتت نحوه بعد ان انتزعت عيناها بصعوبة من مراقبة ما حدث منذ لحظات ... وجدته يقف في وضع استعداد كالفهد يراقب فريسته ... وجهه المكفهر و عيناه الحمراء كانتا كفيلتان لبث الرعب بداخلها تحرك اخيراً بخطوات واسعة فى حين كانت اقدامها قد تيبست من شدة الخوف ... ليصبح امامها و ينحنى نحوها يردف بهدوء مخيف

طائف بهمس: لا واضح انك انتي اللي مش اخدة بالك انتي بتكلمي مين ونسيتي نفسك ... ثم اكمل بتهديد ... اقسم بالله يا آيات لو صوتك علا تاني ولا نطقتي بكلمة معجبتنيش لتشوفي وشي التاني ... وش طائف العمري اللي لسة متعرفيهوش ... وش الشيطان ... سامعة ؟

مازالت تحدق به ببلاهة ... فم مفتوح و عينان مفتوحتان على وسعهما و دماء جفت بأوردتها ... ظلت هكذا لثوان قبل ان يهتف بها

طائف: سامعة ؟

اومأت سريعاً و بقوة لتسمعه يصرخ بغضب مخيف

طائف بصراخ: انطقي ... اسمع صوتك

آيات برعب: سامعة ... سامعة

اعتدل بوقفته قبل ان يصرخ مرة اخرى لكن تلك المرة يستدعى الخدم

طائف: علا ... اشرف ... محسن

تجمعو امامه سريعاً ليهتف بهم واحداً تلو الاخر

طائف بصرامة: اشرف و محسن ... هتوصلو الهانم لاوضتها و متغيبش عن عنيكو لحظة فاهمين ... وانتي يا علا قوليلهم ينضفو المكان و تحصليني على المكتب ... ثم صرخ بهم ... اتحركوووو

انتفضو جميعاً لصراخه ذاك ثم تحركو سريعاً لتنفيذ ما امرهم به

آسر لسكرتيرته: منال شوفيلي مؤنس فين وابعتهولى حالاً

منال: حاضر يا افندم ثواني و يكون عندك

بعد فترة

مؤنس بتوتر: اؤمر يا باشا

آسر بتهكم: لا الحقيقة انت اللى تؤمر ... رايح جاي بمزاجك و ماشي بدماغك محدش قدك

مؤنس: العفو يا باشا قولى بس اوامرك وانا رقبتي سدادة

آسر بغضب: قولت يا مؤنس ... قولت و منفذتش

مؤنس: ما هو اصل يا باشا ااااا...

آسر: هتقولى اصل و فصل ... اخلص ... مش قولت تجيلي بتقرير عن تحركات آيات و تجبلي قرار طائف والناس بتوع روما

مؤنس بخوف: اااا اصل فيه اخبار جديدة من روما

آسر بلهفة: وساكت كل ده ... انطق

مؤنس: جه امر بالتنضيف

آسر بقلق: تنضيف ؟

مؤنس بإضطراب: عايزين ينضفو اللى فشلنا فيه ... كأنه محصلش

ابتلع آسر ريقه بصعوبة و توتر

آسر: تصفية ؟

اومأ مؤنس بقلق ليهب آسر من مكانه بعصبية و يتجه نحوه يمسك به من تلابيبه بغضب

آسر بغضب: انت اتجننت ... انت عارف كلامك ده معناه ايه

ثم تركه فجأة ليلتف حول نفسه بضياع ... يضع كفيه على رأسه ... يشد على شعره ينظر حوله بذهول

آسر برعب: عايزين يقتلوها ... يقتلو آيات

مازال يعدو بالغرفة كالليث الحبيس ليعود الى مؤنس و يمسك به مرة اخرى

آسر بغضب و جنون: كله بسبب غبائكم ... لولا غبائكم ده كان زماني خلصت من طائف ... و دلوقتى عايزين آيات ... يبقو يفكرو يقربولها ... كله الا آيات كله الا هي ... ثم اكمل بخوف ... هي .. هي فين ؟ فين آيات دلوقتى ؟ فى بيتها صح؟

مؤنس: ما ماهو ياباشا ده الموضوع التاني اللى كنت هبلغك بيه

آسر: ايه تاني انطق

مؤنس بخوف: اصلها مختفية خالص ... مظهرتش من امبارح

حدق به بصدمة للحظات قبل ان ينهار ارضاً يهتف بإستنجاد

آسر بضياع: آيات ...

على الهاتف

مازن بغضب: انت بتستهبل يا طائف ... انت فاهم انت عملت ايه ... دول مش بعيد يخلصو عليك انت كمان

طائف بثقة: مش كل الطير اللى يتاكل لحمه ... محدش يقدر يلمسنى ... كلهم عارفين انا ابقى مين

مازن بتهكم: و البوص الكبير كمان ؟

تنهد بتعب قبل ان يتحرك نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء ليهتف

طائف: و ايه اللى هيوصل الحكاية له بس

مازن: طائف البت عايزينها ... عايزين يخلصو منها و حضرتك خالفت الامر وخفيتها واختفيت معاها ده انت حتى مش عايز تقولى انت فين

طائف بثبات: كده احسن ... أأمن ليك

مازن برجاء: طائف بلاش جنان و قولى على الاقل انت فين ... اجيلك و نشوف حل سوا ... لكن ده انتحار ... متضيعش نفسك عشان واحدة مات...

طائف مقاطعاً بحدة: مازن لم لسانك ... مش دي آيات اللي قعدت تشكر فيها طول فترة شغلنا معاها ... كلمة كمان و مش هتعرفلنا سكة نهائي انت سامع

مازن بهدوء حذر: طب خلاص خلاص انا مقصدش حاجة بس مش قادر اشوفك هتضيع نفسك عشانها كفاية اللى حصل قبل كده

طائف مزمجراً: ماااااازن غووووور اقفل يلا سلام

ثم اغلق الهاتف و القى به ارضاً بعنف ندماً على اتصاله بصديقه المزعج ذاك و ما تفوه به من تراهات

طرق على الباب قطع افكاره ليسمح للطارق بالدخول والذي ما كان سوى علا

طائف: تعالي يا علا ادخلي

علا: امرك يا طائف باشا

حدجها بنظرة لوم لتتنحنح بحرج وتصحصح

علا بإبتسامة: اقصد خير يا أبيه كنت محتاجني فى حاجة

طائف: ايوة كده يا علا متنسيش انك زى اختى الصغيرة ... باشا و بيه دول لما نكون مش لوحدنا

علا بإبتسامة: حاضر يا ابيه

بادلها بإبتسامة صغيرة قبل ان يعود لجموده و يهتف بعملية

طائف: علا ... آيات مسئوليتك زي ما سبق وقولتلك ... من معرفتي بيها فأحب اطمنك هى هتعتبرك صاحبة ليها بدل ما تكونى مساعدة فعشان كده عايزها تثق فيكي ولو كانت هتثق فى شخص واحد فى البيت ده فأحب انه يكون انتى ... فاهماني

علا: اكيد يا ابيه متقلقش هتكون فى عيني

طائف: وحاجة كمان ... عايزها متغيبش عن عينك ... علا .. آيات وجودها هنا لحمايتها فاهماني ... يعنى اى اتصال بيها مع اي حد او كونها تخرج من هنا فده بيساعد انها تبقى فى خطر

علا و قد فهمت تلميحاته تلك لتردف بإبتسامة واثقة

علا: متقلقش يا ابيه ... مش هكرر غلطتى تاني ... لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة