قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل التاسع عشر (أحباب)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل التاسع عشر (أحباب)

 

آيات: لا لا ... عشان بحبه

تلونت وجنتاها اثر اعترافها لتنظر ارضاً خجلاً مما نطقت به .. تعض على شفتيها ندماً ... اما هو فكان يحدق بها في ذهول و صدمة ... الفتاة الوحيدة التي دق قلبه عشقاً لها تخبره بمشاعرها نحو رجلاً آخر ... و ليس اي رجل بل آخر شخص يمكن ان يُسلم له او يخسر امامه

اكفهر وجهه و تحولت ملامحه من ذهول الي غضب و حقد ليهتف بها بصراخ لفت انتباه جميع من بالمطعم

آسر بغضب: انتي اكيد اتجننتي ... انتي واعية للي بتقوليه ده ... ملقيتيش غير طائف اللي تحبيه

رفعت انظارها نحوه تطالعه بذهول و احراج من صوته العالي

آيات بإمتعاض: آسر انت اتجننت وطي صوتك هتلم الناس علينا ... ثم اكملت بعناد ... وماله طائف بقى ان شاء الله و ايه المشكلة فى اني احبه

آسر: ماله طائف ؟ انتي عارفة هو مين و شغال ايه ... عرفتيه اد ايه عشان تحبيه

آيات بعناد: عرفته اد ايه فأنا بقالى شهرين معاه اما بخصوص شغله ... نظرت له بعتاب و احتقار لتردف... فمظنش انه يختلف عن شغلك فى حاجة

آسر بصدمة: سيبك مني دلوقتى ... يعنى انتي عارفة انه مجرم و شغال فى المافيا ومع ذلك بتحبيه

آيات بإستسلام غريب: عارفة انه غلط و حياته كلها مشاكل بس ... بس انا بحبه و هو كمان هو كمان قالي انه بيحبني

نهض فجأة من مقعده و هتف بها بصراخ

آسر: انتي اكيد اتجننتي ... مستحيل تكوني آيات اللي انا اعرفها ... تبقي عارفة كل ده عنه و ترضي ... لا وتقوليلي هو كمان بيحبك ... صدقتيه بالسهولة دي

نظرت حولها بحرج لتنهض هي الاخرى تجيب بحدة

آيات: انت الظاهر مش واعي لنفسك بتقول ايه ولا واعي اننا وسط ناس ... بص انا هقولهالك يا آسر لأول و لآخر مرة انت عزيز عليا اه و بعتبرك اخويا ممكن لكن تتدخل فى حياتي او في حياة الشخص اللي بحبه فأنا مش هسمحلك بده ... ثم تناولت حقيبتها تستعد للرحيل ... سلام و لما تهدى شوية و تعقل نبقى نكمل كلامنا

ثم تركته و غادرت المكان سريعاً بخطوات غاضبة ليقف يحدق بمكانها الفارغ بذهول أكانت تلك حقاً آيات صغيرته ... منذ متى اصبحت بتلك الحدة و الشراسة ... ثم همس لنفسه

آسر بحزن: مكفكش انك حرمتني من علا ... كمان بتاخد مني الانسانة الوحيدة اللي حبيتها ... و بعدهالك يا طائف ... بس انسى .. انسى اني استسلم بالسهولة دي ... آيات بتاعتى انا ... بتاعتي انا و بس

سارت بتوتر حتى اصبحت خارج المطعم لتتنفس الصعداء اخيراً و ترفع رأسها للسماء تهتف بعذاب

آيات: سامحني يارب و قويني على اللي جاي

ثم تحركت تُوقف سيارة اجرة لتأخذها الي المنزل

بفيلا العمري

وصل منزله ليدلف الي الداخل فيجد صديقه بإنتظاره حدق به بدهشة قبل ان يتحرك بهدوء ... يفك ازرار قميصه بتعب ليسترخى بعدها على احدى المقاعد و يهتف بسخرية

طائف: انت مش كنت مقموص و على وشك انك تقطع علاقتك بيا ... ايه اللي جابك هنا

مازن بمرح: عيب عليك يا صاحبي مين ده اللي يقطع علاقته بيك هو انا اقدر برضو

رفع احد حاحبيه بسخرية قائلاً بلا مبالاة

طائف: اخلص و قول عايز ايه ؟

مازن: دايماً فاهمني كده ... بص يا سيدي واضح كده انك انت و المزة ... حدجه طائف بغضب ليتنحنح بحرج و يصحح ... اقصد آيات يعنى متغيرين و طبعاً انت ميرضكش ان ميزو حبيبك يبقى زي الاطرش فى الزفة

طائف ببرود: معاك سجاير ؟

همس مازن بغيظ: يخربيت برودك يا اخي ... ثم اجابه بصوت عال و ابتسامة ... معايا طبعاً يا كبير ... اتفضل

ثم اخرج احد سيجاره و الذي نظر له طائف بإزدراء ثم تناوله يشعله مرغماً ليردف قائلاً

طائف: نفسي افهم بتشرب القرف ده ازاى

مازن بغيظ: معلش اصلي مش وش السيجار الفخم بتاعك ...ثم اكمل بفضول ... ها بقى مش هتقولي على الحوار اياه

طائف: هتعرف ... كل حاجة فى وقتها

هم مازن بالاعتراض ليقاطعه صوت رقيق ملقياً السلام ... حرك رأسه ببطأ نحو مصدر الصوت ليجدها امامه و قد اكتسى وجهها بالخجل فى حين طالعها هو بذهول من تواجدها بهذا المكان فى مثل تلك الساعة لتنظر نحو طائف برجاء

مازن: انتي ... انتي بتعملي ايه هنا ؟

تحرك طائف من مكانه متجهاً نحوها ليلف يده حول خصرها يشدها نحوه فى حين اتسعت عيناها بذعر و تصلب جسدها اثر فعلته تلك لكن حاولت التماسك قدر الامكان شهقة صدرت من مازن و اتسعت حدقتاه بذهول ليهتف

مازن بتلعثم: انتو آآآآ ...

طتئف بهدوء: مش كنت عايز تعرف ايه اللي حصل

ثم شد على عناقها اكثر ليهتف بإبتسامة

طائف: ده اللي حصل

بفيلا الرفاعي

وصل منزله و مازالت الشياطين تتراقص امام عيناه و فور دلوفه للداخل صرخ بعلو صوته

آسر بغضب: مؤنس ... مؤنس يا زفت

اسرع مؤنس بالذهاب لسيده ليصبح امامه بعد ثوان لا تُعد

مؤنس بأنفاس مقطوعة: اؤمر يا باشا

آسر بعصبية: عرفتلي ايه الاوامر الجديدة و لا برضو لسة نايم على ودانك

مؤنس بتوتر: اوامر ايه ياباشا ؟

آسر بصراخ: فوق معايا احسنلك يا زفت ... البشوات ازاى سابو طائف و آيات يرجعو

مؤنس: آآآ اصل ياباشا الاوامر اتلغت و فى اوامر جديدة

آسر بصراخ: نعععم ... ازاي يرجعو فى قرار زي ده ... دي عمرها ما حصلت

مؤنس: معرفش يا بوص بس هو مش ده اللي حضرتك كنت عايزه

آسر: هو فعلاً انا كنت عايز ده يحصل بس فى حاجة غلط ... مش بالسهولة دي الامر يتلغي و يصرفو نظر عن الموضوع ... مؤنس .. تابع الحوار ده و اعرفلى التفاصيل و كلم طوني خليه يكلمني ضروري

مؤنس: عيوني ياباشا

بفيلا العمري

استأذنت آيات للذهاب للاعلى بإحدى الغرف و التي جُهزت خصيصاً لها لينفرد مازن بصديقه يهتف به فى ذهول

مازن: يعني عايز تفهمني ان انت و آيات آآآ...

طائف بهدوء: مالك مستغرب اوي كده مش ده اللي كنت بتلمح له من فترة

مازن: يعنى انتو دلوقتي اصحاب اقصد انكم مع بعض ... يووووووه انت فاهم قصدي

اومأ طائف بهدوء ليكمل مازن قائلاً

مازن: و دلوقتى هى وافقت تعيشو سوا ... كده من غير اي مسمى لعلاقتكم دي

طائف بلامبالاة: ايه المشكلة هى بتحبني و انا كذلك يبقى ليه لا؟

مازن بذهول: و آيات رضت بكده ... وانا اللي كنت فاكرها مختلفة و محترمة

طائف بغضب و صراخ: ما تحترم نفسك يا مازن

مازن بإعتذار: معلش اعذرني يا طائف طلعت غصب عني دي ... لم تتغير ملامح طائف الغاضبة حتى بعد اعتذار صديقه ليحاول مازن مراضاته قائلاً بمرح ... خلاص بقى يا طيفة عديها ... ده كله من الصدمة ... الصراحة متوقعتش تقع كده على جدور رقبتك

نظر له بإشمئزاز من وقع نطقه ل " طيفة " ذاك ليهتف به

طائف بحنق: مين ده اللي وقع على جدور رقبته ... عيب عليك .. طائف العمري طول عمره يقع واقف

مازن بضحك و سخرية: ما خلاص بقى ده كان زماااان واللي كان كان ... وبعدين معاك بقى مش هنتعشي فى الليلة الفل دي

نهض طائف من جلسته متجهاً الى الاعلى

طائف: طول عمرك همك على بطنك ... استنى هنا لما اشوفها اتأخرت ليه

مازن بضحك و صوت عالى: ماشي ماشي بس متطلعش و تنساني تحت احسن انا عارفك بتنسي الدنيا و اللي فيها فى المواضيع دي

تناول طائف احدى الوسائد ليلقيها نحو صديقه بحنق قائلاً

طائف: اخرس يلا

صعد الدرج المؤدي لغرفتها و هم بطرق الباب ليسمعها بعد لحظات تسمح له بالدخول

دلف الى داخل الغرفة ووجدها قد انتهت من تبديل ملابسها الى ملابس النوم .. و تجلس على الفراش بهدوء

عقد حاجبيه بدهشة ليردف

طائف: طالما خلصتى و غيرتي هدومك منزلتيش ليه

آيات: انزل فين ؟

تقدم طائف الي داخل الغرفة ليقف بمنتصفها قائلاً

طائف: انا و مازن مستنينك عشان نتعشى سوا

زمت شفتيها بضيق لتهتف بإعتراض

آيات: مش عايزة ... ممكن تتعشوا انتو انا مش جعانة

طائف: نفسي تبطلى تعترضي على كل حاجة ... مرة واحدة بس ريحيني و وافقي من غير اعتراض

آيات: انا نفذت كل حاجة قولتها لحد دلوقتى و كفاية اوي انى رضيت اجي اعيش هنا معاك

طتئف: يبقى كملى اتفاقنا للاخر

آيات: و ده اللي انا عملته ... رجعت شغلى و حكيت لاسر اللي اتفقنا عليه و ووافقت اعيش هنا رغم اني مش مقتنعة بخطتك الجهنمية دي

طائف: و الخطة مش كلام و بس لازم تنفيذ ... لازم الكل يفهم و يصدق اننا بنحب بعض و انك اخترتيني فوق اي شيء و اى حد تاني

نفخت فى ضيق لتهتف بتذمر

آيات بغيظ: و ده هيحصل لما اتعشي معاك انت ومازن

طائف ببرود: بالظبط كده ... يلا انا هنزل وهستناكي تحت متتأخريش

التفت يوليها ظهره و يتحرك بإتجاه الباب لتهبط من الفراش متجهة نحوه تتبعه

آيات: ملوش لزوم استني انا نازلة معاك

التفت نحوها مرة اخرى يتفحصها من رأسها الى اخمص قدميها ليهتف مشيراً لرداء نومها

طائف: انتي فاكرة نفسك رايحة فين بمنظرك ده

تخصرت بيدها لتهتف بإستنكار

آيات: و مالو بقى منظري ان شاء الله

طائف بخشونة: انتي مش شايفة نفسك لابسة ايه

آيات ببساطة: بيجامة ... وحضرتك واقف من ربع ساعة ترغي معايا و معلقتش عليها يبقى ايه المشكلة انى انزل بيها

طائف بإعتراض: من غير رغي كتير اللى انا اشوفه عليكي غيري ميشوفهوش و خصوصاً لو كان بالمنظر ده ... ثم اشار نحوها بيديه من الاعلى للاسفل و اردف قائلاً ... يلا غيري اللي لابساه ده و حصليني على تحت

التفت مغادراً ليسمعها تهتف بغيظ

آيات: انت بتكدب الكدبة و تصدقها و لا ايه ... بلاش تعيش الدور بزيادة .. ده كله تمثيل فى تمثيل

ابتسم بسخرية و هو موليها ظهره قبل ان يكمل طريقه لخارج الغرفة فى صمت

وفور ان خرج قامت بحركتها المعتادة عند الغضب ... ضربت الارض بقدماها و زمت شفتيها بطفولية لتنفخ بعدها فى غيظ

آيات: ماشي يا ابن العمري بقى راسم الدور عليا و عاملي فيها سي السيد ... لما نشوف بقى انا ولا انت

هبط طائف للاسفل تبعته آيات بعدها بدقائق صغيرة فتجدهم ينتظرونها على المائدة

توجه بأنظاره نحوها ليفعل صديقه المثل ... ومن ثم تقدمت نحوهم بعفوية لتجلس بجانب مازن ليهتف هو بها قائلاً

طائف بإستفزاز: يويو حبيبي ... تعالي اقعدى جنبي هنا

لو كانت النظرات تقتل لكان سقط قتيلاً من نظراتها نحوه بعد جملته تلك لكنها كبتت غضبها و توجهت نحوه بصمت تجلس بجانبه فى حين كان مازن يراقب ما يحدث بقلق لا يعلم مصدره لكن شيء ما بداخله يخبره ان الجو مشحون لسبب مجهول

اتت الخادمة ترص الطعام و بدؤا جميعاً بتناول الطعام لتهتف آيات فجأة

آيات بدهشة مصطنعة: معقول منى ( الخادمة ) مخدتش بالها .. ازاى تحط الاومليت قدامك و هي عارفة انك مش بتحبه ... طفطف حبيبي خد البيض بتاعي انا مليش تقل عليه

غص مازن بطعامه ليسرع بشرب الماء و ينظر نحو طائف بقلق فى حين حول هو نظراته نحوها ليجدها تنظر له بإستفزاز و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة واسعة ليقابلها هو بإبتسامة مخيفة و نظرات مهددة يهمس لها وهو يجز على اسنانه

طائف: طفطف ؟

اومأت له و مازالت تلك الابتسامة المغيظة على محياها ... رافعة حاحبيها بإستفزاز

لم يستطع مازن كبت ضحكاته بعد الان لتخرج مجلجة بأرجاء الغرفة مما زاد من حنق طائف فى حين شاركته آيات الضحك على استحياء ليصرخ به طائف بعد فترة

طائف: مازن يا ابن تهاني خلص اكلك و من غير مطرود

مازن بصعوبة بين ضحكاته: الله انا مالي يا طائف بتجيب سيرة امي ليه دلوقتى كنت انا اللي ناديتك طفطف

نطق ب " طفطف " ليدخل بنوبة اخرى من الضحك الهستيري ليجد طائف قد نهض بغضب من مكانه متجهاً نحوه وامسك به من كتفيه يدفعه نحو خارج الغرفة ثم الي خارج المنزل بأكمله ثم عاد بأدراجه الى تلك الموجودة بالداخل

فى حين كانت هى تتناول طعامها بسرعة تثير الضحك لتشعر به يدخل الغرفة فتنتصب بوقفتها ومازال فمها ممتليء بالطعام ... نظرت نحوه وجدته يشمر عن ساعديه و كأنه يستعد لتلقين احدهم درساً اتسعت حدقتاها و رفعت يديها تمنعه من الاقتراب ... و في ثوان كانت قد فرت هاربة من امامه تصعد الدرج بسرعة و كأن وحش ضاري يطاردها فى حين وقف هو بمكانه يراقب افعالها الطفولة ليضع يداه بخصره و يحرك رأسه يميناً و يساراً قائلاً

طائف: طفلة يا ربي ... وقعت فى طفلة ... ليه يا ربي كده ليييه

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة