قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل الثالث

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل الثالث

بين صراخ ايلي وبكائها وصدمت لوك 
مما حدث من احداث متسارعة لم تستغرق ثواني .. فتح باب الغرفة واخذ ينادي بأعلي صوته علي صوفيا ولكن من الواضح انها كانت في الخارج .. 
هبط السلم مسرعا ليصطدم بأنطوان الذي بدي متعجبا من حالة لوك .. 

ولكن لوك لم يمهله ليتحدث حيث انه امره بالذهاب لإحضار الطبيب فورا فالسيد جورج في حالة سيئة ..
علي الفور نفذ انطوان ما سمعه من لوك ..
اخذ لوك يقطع ردهة القصر ذهابا وعودة يضع يديه في شعره الاسود الغزير ويتصبب عرقا علي الرغم من برودة الطقس .. 
فلقد حان قدوم فصل الشتاء في ويلز وشتاء ويلز بارد جدا ..
بعد ربع ساعة عاد انطوان ومعه الطبيب 

 

مندهشا متسائلا ماذا حدث للسيد الجورج لكي تتدهور حالته هكذا .. 
ولكن لوك لم يعطيه فرصة لكي يتحدث .. حيث انه جذبه من ذراعه وصعدا سويا الي الطابق العلوي حيث غرفة السيد جورج .

ما ان رأته ايلي ركضت مسرعة وتعلقت في ذراعه قائلة في رجاء 
(( ارجوك دكتور ويليام .. اشفي لي ابي .. ارجوك واعدك لن اناقشه في اي امر مجددا ))

نظر لها الطبيب في اندهاش هو لا يعي اي شئ مما تقوله ايلي ولكنه اكتفي بأن ربت علي كتفها وتركها .
ليتلقاها لوك بين ذراعيه وذهب ليري ما حدث مع السيد جورج .

بينما كان الطبيب ويليام يعاين جورج تحت مرآئ و مسمع جون وزوجته الخبيثة .. كانت ايلي تبكي و ترتعد اوصالها خوفا علي والدها .. 

كانت تراقب الطبيب وهو يفحص والدها كطفل مذعور يخشي فقدان امه .. 
رق قلب لوك لها وسار اليها ليقف جوارها ويحتويها بذراعه ويربت علي كتفها في محاولة منه ليطمئنها. ...
{{ وكأن الزمن توقف بهما عند هذه اللحظة }}
" هي لا تعلم كيف يشعرها وجوده بالأمان وهو لا يدري لم يشعر تجاهها بمسؤولية أكبر بكثير من الحب علي الرغم من انهما تقابلا بعد غياب سنوات 


و منذ لحظات رفضت وجوده في حياتها .. مشاعر كثيرة تعصف بهما ولكنها توقفت بتوقف اللحظة بينهما "

.. كان لوك يمسد بيده شعر ايلي وظهرها و يهمس لها ان والدها سيكون بخير .. بينما كانت ايلي تتسود صدره ..
رفعت وجهها الي الأعلي لتلتقي عيناها بعيني لوك .. 
لتشعر بجاذبية وسحر عجيب بهما .. 


كانت عيناه باللون البني البندقي بهما لمعة تأسرها كلما نظرت اليه حتي منذ 
ان كانا طفلان ..
 و انفه معقوف ومحدد ووجه منحوت وله ذقن خفيف يثيرها كلما اقتربت يداها من وجهه .. وشعره أسود غزير ..
أخذت ايلي تتأمل لوك ونست للحظة انها بالغرفة مع والدها المريض .. 
اما لوك لم يترك الفرصة تمر هكذا .. مد اصابعه الطويلة الرفيعة الي شعرات ايلي الذهبية المبعثرة نتيجة بكائها


 في حضن ابيها المريض .. 
وقام بتثبيتها خلف اذنيها ..
وظل يردد لها ان كل شئ سيصبح بخير وعليها ان لا تقلق طالما هو بجوارها ... 
وانه لن يجبرها علي فعل اي شئ هي لا تريده .. (( كان يقصد بهذا الزواج منه )) .. لترفع يدها الي شفتيه وتضع اصبعها امام فمه وتميل برأسها علي كتفه قائلة ..
ايلي: لا تتحدث لوك في هذا الموضوع الان من فضلك .. بعد ان نطمئن علي ابي سيكون لنا حديث طويل ..


وربتت علي وجنته ذات الشعر الخفيف وابتسمت له وتوجهت الي الطبيب الذي كان يقف مذهولا ..
ايلي: من فضلك دكتور ويليام اخبرني هل ابي بخير !
لينظر لها ويليام بتردد ويزيل نظارته الطبيبه ويقلبها بين يديه في ارتباك ..
لتقترب منه ايلي اكتر بعد ان نظرت 
لعمها وزوجته والتي لم يكن يبدو عليها 
او علي زوجها اي قلق .. 


بل كانت علي وجوههم نظرة ترقب .. ينتظرون سماع خبر وفاة جورج .. 
ولكنها لم تعطيهم اي اهمية ستنظر في شأنهم بعد الاطمئنان علي صحة والدها .. لتعود الي ويليام الذي مازال صامتا..
ايلي: من فضلك دكتور ويليام اخبرني الحقيقة .. لينضم لها لوك ليحاوطها بذراعه ويربت علي كتفها قائلا .
لوك: صبرا ايلي من الواضح ان الامر معقد لينظر له ويليام وكأنه وجد ضالته قائلا: فعلا سيد لوك أحسنت .. 


اسمعيني جيدا آنستي .. 
السيد جورج حاضر معنا ومدرك تمام لما يحدث من حوله ولكن حالة قلبه الضعيفة والتي سبق ان حذرتك من خطورة انفعاله احدثت لديه شئ اشبه بالصدمة ..
نظرت له ايلي بتعجب: لم افهم شيئا ..
 هل من الممكن ان تشرح لي حالة ابي بشكل مبسط ..
ارتدي ويليام نظارته: حسنا ايلي .. 
والدك تعرض لصدمة نفسية كبيرة جدا جعلته يدخل في حالة اكتئاب ارادية


 ومع حالته الصحية المتدهورة .. 
نتج عن هذا دخول والدك في غيبوبة 
وهو الوحيد الذي يستطيع الخروج منها .. 
واضح ان هناك شيئا ما جعله ييئس 
و يستسلم للمرض ..
******* 
انهارت ايلي ارضا واجهشت بالبكاء بحرقة وهي ممسكة يد والدها تقبلها:
 وما هو الحل يادكتور !
 هل سيبقي ابي علي هذه الحال للأبد ..
 انا من تسبب له بذلك انا السبب ! 


مازال ويليام مندهشا !
تري ماذا فعلتي يا ايلي لتجعلي والدك يختار النوم الأبدي وهو علي قيد الحياة دون ان يعبئ بما سيخسره نتيجة هذا القرار (( قالها ويليام في نفسه )) 
ليشعر به لوك ويقترب منه قائلا
لوك: حسنا دكتور ويليام والان هل سيبقي عمي هنا الي ان يقرر ان يعود لنا .. ام ندخله مشفي لكي يكون الاعتناء به علي اكمل وجه ..

نظرله ويليام وربت علي ذراعه 
قائلا: انت منقذي سيد لوكاس . 
كأنك تري ما بداخلي .. 
في الواقع المشفي افضل له من البيت بكثير في هذه الحالة .. 
وبالنسبة لكم يمكنكم المجئ لزيارته يوميا تحديدا الآنسة ايلي .. 
عليها ان تزوره يوميا وتروي له كل ما حدث معها و حدث مع اي شخص عامة
 وعليها ان تركز علي الاخبار السارة 
ونقل نظره بينهما ..


لتهب ايلي واقفة: لا يادكتور ابي سيتم علاجه في بيته .. كل هذا القصر الكبير لن يسعنا ويجد فيه ابي راحته ..
لتقاطعها زوجة عمها سارة دون سابق انذار: نعم ايلي علينا ان نضعه في مشفي كي 
يتم الاعتناء به بشكل افضل ..
رفعت ايلي راسها من علي يد ابيها لتوجه لزوجة عمها نظرة كافية لسحقها ..
لاحظ الطبيب الموقف بينهما وشعر ان الأمور ان تأزمت بينهما اكثر .. 

سينتهي فورا جورج وبدلا من الذهاب الي المشفي سيذهبون به للمقابر ..
مد يده الي ايلي لكي تقف .. 
نظر لها وتحلي بالجدية 
قائلا: انسة ايلي ان اردت ان يعود والدك مرة اخري ساعديني لكي انقذه ..
نظرت له ايلي بإنكسار فهي تعلم انهم سينتهزون فرصة غياب جورج في المشفي ليأخذوا اي شئ من مال جورج 
و بالطبع سيقيمون معها في القصر .. 
ولكن ما حيلتها هي بين نارين .. 


نار والدها المريض .. ونار اخري اشد خطورة وتدمير وهي عم جشع سكير وزوجة ترغب في تدمير العائلة لتأخذ كل شئ .. 
(( دار الحديث بداخلها ولكنها قررت التحلي بالقوة ))

ايلي موجهه كلامها الي الطبيب: حسنا دكتور ويليام لك ما شئت ولكن اسمح لي بالمبيت الليلة عند ابي في المشفي ارجوك ..

ليقاطعها لوك معترضا: كيف هذا ايلي . لن يحدث هذا ابدا ..
لم ترد عليه ولم تعطيه فرصة ليكمل حديثه .. 
نظرت له واشارت بيدها: كفي لوك هذا والدي و هذه حياتي فضلا لا تتدخل فيما لا يعنيك ..
نظر لها بغضب كاد ان يجن كيف لها ان تكون وديعة ورقيقة كقطة صغيرة تحتمي به .. 

وفي لحظة تتحول الي لبؤة مفترسة من الممكن ان تفتك بك ان اقتربت منها .. ضغطت علي يداه بقوه وكظم غيظه قائلا
لوك: حسنا ايلي لك كل ما تريدي .. سأذهب لأحضر السيارة لننقل عمي للمشفي ..
ايلي و مازالت محتفظة بجديتها: 
حسنا لوك .. 

كادت سارة ان تنطق ولكن ايلي وقفت امامها قائلة: فضلا يا سيدة سارة 


انا لم اعد اطيق سماع اي كلمة .. 
اذهبي وابنتك الي الغرفة التي جهزتها لكم صوفيا .. هيا من فضلك ..
شعرت سارة بحرج شديد وغيظ اكبر كيف لها ان تهينها بهذا الشكل امام زوجها وابنتها .. ولكنها كتمت غيظها 
و ربتت علي كتف ايلي قائلة
سارة: حسنا ايلي الحبيبة سنذهب الان .. من الواضح ان اعصابك مشدودة من ما حدث لأبيك ..

ازالت ايلي يدها: نعم كما قلتي هو كذلك والان هيا الي الخارج ..
نظرت لها سارة في تحد لتبادلها ايلي نظرة عدم اكتراث ... 
تركتها تأكل بعضها غيظا هي وابنتها وجلست جوار ابيها ..
اخذت تربت علي كتفه 
وتهمس له في اذنه: ابي اعلم انك تسمعني من فضلك عد الي سريعا .. واعدك اني سأحافظ علي كل شئ كما كأنك موجود و اكثر فقط عد لي سريعا ..

دخل لوك الغرفة ومعه انطوان ومحفة امر ايلي بالابتعاد لكي يضعه عليها وينزلوه بأمان .. وبالفعل حدث ما اراد ..
انطلقت العربة بها لوك وايلي وفي الخلف جورج الغائب الحاضر ..
لوك: هل ما زلتي مصممة علي المبيت مع عمي في المشفي ..
لم تنظر له ايلي اكتفت فقط بإجابته بإقتضاب: نعم لوك مازلت مصممة واغمضت عينياه ..
و رغم الصمت ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة