قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العنيد الجزء الأول بقلم الشيماء محمد الفصل التاسع

رواية العنيد الجزء الأول بقلم الشيماء محمد

رواية العنيد الجزء الأول بقلم الشيماء محمد الفصل التاسع

ليلي مش مصدقه ان ادهم مات بين ايديها
هنا ابوها وامها دخلوا عليها وهيا بتنادي عليه
ليلي: ادهم؟ ادهم ما تموتش ادهم؟
ادهم مش بيرد ولا بيتحرك واتصدموا هما الاتنين لان دي اول مره يشوفوا منظر كده
عم محمد: ليلي فوقي... انتي دكتوره... انعشيه... نشطي قلبه اعملي اي حاجه... انتي مش مجرد بنت انتي دكتوره ولو علمك مش هيفيدك في ظرف زي ده يبقي قلته احسن انعشيه

ليلي فعلا لازم تفوقه لازم تعمل اي حاجه
قعدت فوقه وبدأت تنعش قلبه تاني وتعمل تنفس صناعي ودموعها نازله غصب عنها
مصطفي دخل يجري: الاسعاف علي وصول
اول ما شاف ليلي بتنعشه تنح وواقف مصدوم
ليلي بتعمله تنفس صناعي وتضغط علي قلبه وادهم مش مستجيب نهائي
بتوع الاسعاف وصلوا واخدت منهم جهاز الصدمات علشان تنشط قلبه
مره واتنين وتلاته وبرضه قلبه واقف

 

دكتور الاسعاف: خلاص انتهي
ليلي بتبصله باستغراب: ايه اللي انتهي؟ مفيش حاجه انتهت
ليلي رمت جهاز الصدمات وبتعمل بايديها تاني
ليلي: قوم مش هسمحلك تموت دلوقتي فاهم؟ مش هتموت ببن ايديا
ليلي مش عارفه تعمل ايه فبدأت تضربه في صدره بغيظ وغضب وحب
ليلي: قووووووم
هنا ادهم كح وبيتنفس بالعافيه وفتح عينه وما شافش غير عنين ليلي متعلقه بيه
بتوع الاسعاف حطوله جهاز تنفس وشالوه وهيا معاه ايديها علي صدره علشان النزيف
اخيرا وصلوا المستشفي ودخلوا العمليات
دكتور امين: ليلي غيري هدومك بسرعه و طةعايزك معايا ____ ليلي؟
ليلي: اسفه مش هقدر... اسفه
امين بصلها بصه طويله وسكت لانه لمح حب وخوف في عنيها وسابها ودخل عملياته
ليلي بره مع اهلها بتدعي بصمت انه يخرج
اخيرا خرج من العمليات عند الفجر
امين: الحمد لله قدرنا نسيطر علي النزيف بس قلبه وقف تاني مننا فالله اعلم مقدار الضرر هيكون ايه؟ دكتوره ليلي هتقدري تتابعيه ولا اشوف غيرك؟
ليلي: لا هقدر هغير هدومي واستلم ورديتي.. هتابعه
ناديه: ليلي هو قصده ايه بالضرر ده؟
ليلي: لما القلب بيوقف الدم بيقف وبالتالي الاكسجين ما بيوصلش للمخ
ناديه: وايه اللي يحصل؟
ليلي: المخ بيتضرر...
ناديه: برضه يعني ايه؟
ليلي: يعني بني ادم من غير عقل تماما... العقل هو اللي بيحرك كل حاجه والعقل مش موجود... يعني جثه فيها نفس وبس ولا بيتكلم ولا بيتحرك ولا بيعمل اي حاجه
ناديه: ده كده يبقي الموت ارحم؟
ليلي سكتت

عم محمد: يالا احنا نروح وانتي طمنينا عليه لما يفوق يالا بينا
اخد مراته ومشي وليلي دخلت لادهم وقعدت جنبه بهدوء تفتكر ازاي اتهمته انه مش مستعد يضحي بحياته علشان اصحابه؟ ازاي اتهمته بانانيته؟ ادهم معندوش انانيه خالص؟ ده استكتر علي نفسه ان حد يعرف باصابته لاحسن يبوظ ليلتهم؟
واحد عريس وواحد بيصارع الموت
فضلت جنبه النهار كله ولو اتحركت بترجع بسرعه ليه
ناديه في البيت كل شويه تكلم بنتها تطمن عليه
اخر النهار وهيا مع جوزها
ناديه: ابو ليلي؟
عم محمد: ما بتقوليش ابو ليلي الا لو عايزه حاجه
ناديه: امال انا بقولك ايه؟ لا عادي
عم محمد: بتقولي ابو مصطفي الا لو عايزه حاجه بتقولي ابو ليلي المهم قولي
ناديه: اطلب منك طلب بس خصيمك النبي ما ترفضه
عم محمد: يا وليه قولي
ناديه: عايزه اروح لادهم اتطمن عليه
عم محمد: بنتك هتطمنك
ناديه: لأ عايزاه يفوق وانا جنبه عايزاه ما يحسش انه لوحده ارجوك علشان خاطري
عم محمد: للدرجه دي؟
ناديه: معلش ده وحداني والوحده صعبه ... واصحابه محدش فيهم عرف علشان يكونوا معاه
اخيرا وافق وراحتله ودخلتله
ادهم بدأ يفوق وليلي وامها وقفوا جنبه ادهم بصلهم الاتنين وكأنه مش شايف ومره واحده وهو باصص لناديه ابتسم
ادهم: امي؟ كنت عارف اني مش ههون عليكي وهترجعيلي؟
ابتسم وغمض عنيه تاني وغاب في دنيا تانيه
ليلي وامها بصوا لبعض
ناديه: يا عيني يا ابني بيحلم بامه الميته وبيتمناها جنبه؟ ده اليتيم فعلا حاله يغم بس يا ليلي مش كده طالما اتكلم يبقي كويس ومفيش ضرر عليه صح؟
ليلي: اه يا ماما كده مخه سليم وشغال وان شاءالله هيبقي كويس
تاني يوم ادهم فاق شويه اكتر وليلي برضه معاه

ليلي بتروح تريح ساعتين بالكتير في وقت هو نايم فيه وواخد ادويه وترجعله تاني بسرعه
ادهم كلم اكرم وباركله وفرح انهم سافروا لشهر عسلهم
ومحدش عرف باصابته غير مصطفي بس اللي بياخد اوامره وينفذها وكأنه موجود
ناديه كل يوم تيجي لادهم تقعد معاه وترغي كتير تسنده! تحطله مخده تناوله كوبايه ميه تناوله عصير تحاول تأكله وتفضل جنبه لحد ما ينام وطول الوقت ادهم ساكت وما بيتكلمش معاها بس مستغرب هيا بتعمل معاه كده ليه؟
ليلي ما بتقعدش معاه كتير طول ما امها موجوده بتيجي بس تتطمن عليه وتمشي
ام ليلي عملت اكل وجابته وحاولت تأكله وهو رافض
دخل دكتور امين ومعاه ليلي
ناديه: هو الاكل غلط عليه؟ يعني حبه فراخ مسلوقه وشوربه
دكتور امين: لا بالعكس المفروض بقي ياكل اتوصي بيه يا حجه
خرجوا وسابوهم وليلي كانت لسه واقفه
ناديه: ما تقولش لأ بقي... انا عملتهولك مخصوص وهأكلك بايدي... عارفه انك تعبان بس معلش استحمل وان شاءالله هتخف وتبقي زي الاول واحسن
ادهم عايز يصرخ ويقولها ان هيا اكبر وجع ليه
ناديه: كل علشان خاطري بقي.. اعتبرني مامتك وكل من ايدي
ادهم دموعه عايزه تنزل وهو مانعها بالعافيه.. مش قادر يتكلم او يتنفس او يقول حتي حرف واحد
بيتوجع بصمت وقلبه هيخرج من الوجع وصدره مخنوق جدا
ناديه: يالا كل بقي
ادهم شاور بدماغه انه موافق وهيا بدأت تأكله بايدها في بوقه وليلي اتطمنت عليهم وسابتهم وخرجت
لقمه واتنين وتلاته لحد ما خلاص وصل ادهم لقمه الوجع ومش قادر يستحمل اكتر من كده فمسك ايدها
ادهم: ارجوكي كفايه مش قادر
ناديه: بس لقمتين كمان
ادهم: انا مش علي الاكل
ادهم الدموع لمعت في عنيه وبيتنفس بالعافيه
ناديه: امال انت قصدك علي ايه يا ابني
ادهم: تاني ابنك؟ انا مش ابنك وما احلمش اكون ابنك... بصي انا عارف ان انتي نيتك كويسه وانك بتعملي خير بس انتي بتوجعيني قوي... انتي بتوجعيني وجع محسيتوش قبل كده في حياتي فارجوكي كفايه
ناديه: انا بوجعك؟ ليه يا ابني؟
ادهم: علشان انا مش ابنك... انا عشت عمري كله لوحدي عمري ما حسيت بحنيه من حد او حب او خوف عليا... انا عارف ان الام شيئ جميل وان ده اجمل احساس في الدنيا وعارف اني مفتقده بس محسيتوش قبل كده فمتقبل حياتي... لكن دلوقتي انتي جايه تدويقيني حنيه الام وخوفها واهتمامها وانا مش ابنك معني كده اني لو ابنك اكيد كل المشاعر دي هتزيد فانتي بتوريني انا ناقصني ايه؟ انتي بتعيشيني الم عشرين سنه وانا من غير ام او حب او اهتمام... انتي بتوجعيني قوي قوي... لانك وهم... وهم حبك هينتهي وهيدمر لو مش النهارده هيبقي بكره وهيخلص الحب وهيفضلي الالم ومش هعرف ارجع لوحدتي تاني اللي راضي بيها لاني دقت حنيه الام ( ادهم مد ايديه وكأنه بيترجاها) ارجوكي ارحميني

ارجوكي انا مش حمل وجع تاني ارجوكي
دموعه نزلت وهيا كمان مدت ايديها ومسحت دموعه وهو كش فسحبت ايدها بسرعه
ناديه: انا اسفه يا ابني مش قصدي اوجعك ابدا... خلاص همشي ومش هجيلك تاني
ادهم: ارجوكي ارجوكي... وانا اسف... اسف مليون مره بس اعذريني
اخدت بعضها ومشيت وهو غمض عنيه بيحاول يسيطر علي اعصابه ويتملك نفسه لانه راجل ولانه مش عايز يضعف ويعيط
افتكر امه واتمني للحظات انها تكون معاه
صدره بيضيق ويضيق لدرجه انه مش قادر يتنفس
مش قادر ياخد نفسه وبيتخنق... بيتخنق بجد
بينهج بصوته كله بس مفيش اكسجين داخل صدره
ليلي دخلت عليه لانها ملحقتش امها وهيا نازله فجايه تعرف منه هو امها مشيت بسرعه ليه؟
لقته بيتخنق ومش بيتنفس... ضربت جرس وطلبت الدكتور امين بسرعه
جه الدكتور بسرعه وحطوله جهاز التنفس وبرضه مفيش فايده ادهم زي الغريق بيحاول يمسك اي حاجه لانه بيتخنق تماما والدكاتره جنبه مش عارفين يعملوا ايه؟
فجأه دكتور امين: ليلي اقعدي وراه واحضنيه جامد
ليلي مذهوله: نعم؟
امين: كتفيه جامد علي قد ما تقدري بسرعه
ليلي قعدت وراه وحطت ايديها حواليه وبتضغط علي قد ما تقدر
امين: اتنفس يا ادهم اتنفس... انت كويس اتنفس بس
ادهم بينهج جامد وبيسحب نفس بصوت عالي
ليلي: اهدي واتنفس
بتضغط عليه جامد بايديها وهو بدأ يهدي ويتنفس
ليلي مستغربه ايه اللي بيحصل؟ وادهم ازاي بيهدي وازاي بيتنفس؟
واحده واحده ادهم هدي خالص واسترخي وسند علي صدر ليلي لحد ما نام
الدكتور خرج وليلي شدت نفسها براحه وخرجت
ليلي:دكتور هو ايه اللي حصل ده؟ هو ماله؟
دكتور امين: اعتقد يا ليلي ان دي نوبه خوف؟ Panic attack بيسموها كده بره ودي علاجها هو انك تمسكي الشخص جامد وتضغطي عليه وتفكريه انه يتنفس وهو هيتنفس

ليلي: بس واحد زي ادهم هيخاف من ايه كده؟ لدرجه ان تجيله نوبه ذعر او خوف كده؟
دكتور امين: دي بقي حاجه في علم الغيب او هو بس يعرفها
ليلي: حضرتك متأكد؟
دكتور امين: هو استجاب لعلاجها صح ولا ايه؟
سابها ومشي وهيا عقلها هيتجنن من كتر التفكير ودخلت جنبه
اخيرا صحي تاني ولقاها جنبه
ليلي: صحيت اخيرا؟ قلقتنا عليك
ادهم: علي فكره انتي مش مضطره تقعدي جنبي؟ شوفي شغلك وشوفي وراكي ايه؟
ليلي: هو انت خايف من ايه؟ ؟
ادهم: افندم ؟
ليلي: ايه اللي يخلي راجل زيك تجيله نوبه ذعر؟ ايه اللي ممكن تكون بتخاف منه؟
ادهم: ايه نوبه ذعر دي؟ بتتكلمي عن ايه؟
ليلي: عنك وانت بتتخنق من شويه ومكنتش قادر تتنفس انت كنت خايف... كنت خايف من ايه؟
ادهم افتكر اللحظات دي وافتكر ايه الاحساس اللي عاشه وافتكر ذكريات قديمه بيحاول يدفنها بس للاسف كل شويه تطلع... بيحاول يفكر نفسه انها مجرد ماضي وانه معدش عيل صغير ومعدش بيخاف بس ساعات بيبقي الوجع والالم اكبر من انه يتحمله بس دي اول مره تجيله النوبه دي؟ يمكن لان ناديه صحت مشاعر واحاسيس كان فاكرها ميته؟ يمكن لان طيبتها وحنيتها وجعوه اكتر من قسوه الايام؟
ليلي: ايه؟ وصلت لفين؟ عرفت ايه اللي بيخوفك؟
ادهم: بطلي هبل خوف ايه ونوبه ايه؟ انتو اتهبلتو؟ انا كنت مخنوق ومش عارف اتنفس
ليلي: واتنفست لوحدك من غير اي علاج... نوبه الذعر علاجها انك تضم الانسان جامد جدا وتحسسه بالامان وبس وده اللي حصل معاك
ادهم: اه دي حجه جديده تقربي بيها مني صح؟ باخترعي مرض علاجه الحضن صح؟
ليلي: تعرف؟ انا كان المفروض اسيبك علي السلم تنزف لحد ما تموت
ادهم: يا ريت... ياريتك كنتي سيبتيني... ياريت
ليلي: ايه اللي حصلك خلاك كاره الدنيا واللي فيها ولابس نظاره سودا كده؟ الدنيا جميله؟ ؟ ؟
ادهم: طيب عيشيها بقي بعيد عني

ليلي: علي فكره وانت علي السلم وبتموت كنت انسان مختلف.. انسان يتحب
ادهم: اديكي قولت بموت؟ يعني مفيش عقل نهائي
ليلي: قصدك ايه؟ قصدك لما اتشعلقت فيا وقولتلي اضمك وافضل جنبك وتفضل في حضني كنت بتخرف؟ ده اللي عايز تقوله؟
ادهم: ايوه كويس انك فاهمه وفاكره... ودلوقتي بقي سيبيني ارتاح وشوفي عيان غيري تقرفيه في عيشته
ليلي خرجت من عنده متغاظه جدا
تاني يوم ادهم اتفاجئ بناديه تاني عنده دخلتله وبصلها باستغراب
ناديه: انت ليه مفترض ان حبي وهم وانه هينتهي؟ ليه بترفض اي حد يقرب منك؟ انت زي مصطفي وليلي ايه مشكلتك؟ ليه خايف تحب حد او حد يحبك؟ ما تقلع النظاره السودا بنفسك؟
ادهم: طيب ماشي انا معاكي... انتي عيزاني ابقي زي واحد من عيالك... ازوركم واجي بيتكم وتعامليني زي مصطفي وليلي صح؟
ناديه: ايوه يا ابني
ادهم: جوزك هيوافق علي كلامك ده؟ هو ما تقبلش ان ابنك يشتغل قريب مني عايزاه يتقبلني في بيته كمان؟ شوفي يا ست الكل انا لابس النظاره دي علشان تحميني من النور لو ظهر لانه بيظهر وبيختفي فانا مش عايزه لما يظهر علشان ما افتقدهوش لما يختفي فهماني؟
ناديه: الحياه كلها مطبات يا ابني حبه كده وحبه كده وكلنا بنعيش في النور والظلمه
ادهم: متوازنين لكن انا عشت في الظلمه اكتر من النور واتعودت عليها وحاليا النور بيأذيني...
ناديه: بس يا ابني
ادهم كلمه ابني دي بتضايقه كتير فقاطعها: ما بلاش ابني ابني دي انا مش ابنك وياريت بلاش كل لحظه تفكريني اني ماليش ام...
ناديه: مش شرط القرابه تكون بالدم
ادهم اتخنق: انتي عايزه مني ايه؟ هو انا اشتكيتلك؟ انا بحب حياتي زي ما هيا فارجوكي كفايه بقي؟ لو سمحتي انا محتاج ارتاح
ادهم سكت وبص لبعيد وهيا انسحبت بهدوء ومشيت وبعد ما مشيت دموعها نزلت... احساس كبير قوي جواها ناحيته بالحب مش عارفه ليه؟ ليه نفسها تضمه وتطبطب عليه وتقوله انها تعوضه عن سنين حرمانه؟ ليه عيزاه يفضل جنبها؟ ليه قلبها بيوجعها بوجعه؟
ادهم بعد ما طرد ناديه كان مخنوق جدا
ليه رافض اي حب من اي حد؟ ليه قافل قلبه بالشكل ده؟ دموعه عايزه تنزل... نفسه يصرخ بصوته كله ويعيط وينهار من العياط بس حتي ده مش مسموحله...
ليلي شافت امها ماشيه وبتعيط وعرفت ان ادهم زعلها فراحتله
ادهم قام دخل الحمام يغسل وشه علشان محدش يلاحظ ضعفه.. وصل بالعافيه للحمام وهو بينهج من التعب والوجع والالم
ليلي فتحت الباب ودخلت: انت زعلت امي ليه؟
ادهم مكنش قادر يتكلم اصلا فقفل باب الحمام يمكن تمشي وتسيبه
ليلي: انت ايه؟ بدال ما تشكرها علي وقفتها جنبك ومعاك بتزعلها؟ وانا كنت فاكره انك انسان لما ضحيت بنفسك علشان صاحبك بس رأيي كان صح؟ انت بس بتحب تبان بطل

ليلي فضلت تتكلم كتير وادهم وري الباب دموعه نازله بصمت: محدش قادر يفهمه؟ محدش قادر يحس بيه؟ محدش قادر يحس بوجعه؟
الرحمه يا ليلي شويه؟ ارحميني يا ليلي؟
ليلي بتتكلم وتتكلم وادهم بيسمع في صمت وبيتمني انها تمشي بقي وتسيبه
ليلي: محدش فينا هيفرض نفسه عليك تاني لا انا ولا امي ولا حتي مصطفي... ما تخافش مننا... احنا ما بنفرضش نفسنا علي حد بس للاسف بابا علمنا لما حد يكون محتاج نساعده... وانت مش محتاج مساعده فاسفين للازعاج... اطلع من الحمام ما تخافش مش هدخل اوضتك تاني واسفه يا سياده المقدم لو حسيت اني فارضه نفسي عليك؟ اتمنالك تخف بسرعه وتخرج بالسلامه
ليلي مشيت وقفلت الباب وهو خرج رقد مكانه ومسك تليفونه واتصل بعلاء اللي جاله في دقايق
كان هيتجنن لما عرف اللي حصل بس ادهم طلب منه يفضل سر ما بينهم لحد ما اكرم يرجع من شهر العسل
ادهم: يالا بقي روحني بيتي
علاء: ادهم انت تعبان
ادهم: علاء كلمه واحده هتروحني ولا اشوف غيرك؟ كلمه واحده اه ولا لأ؟
علاء عارف ادهم: هروحك يالا
ادهم فعلا روح بيته بعد ما كتب انه مروح علي مسؤليته هو وان المستشفي ملهاش دعوه بيه
ليلي راحت تاني يوم شغلها وهيا مصممه ما ترحلهوش ولا تشوفه بس وهيا معديه قدام اوضته كان في مريض بيدخلوه
ليلي: ده هتدخلوه هنا ازاي؟
الممرضه: عادي ايه ازاي دي؟
ليلي: مش دي اوضه المقدم ادهم؟
الممرضه: اه بس سابها امبارح
ليلي: سابها؟ راح انهي اوضه؟
الممرضه: لا ساب المستشفي كلها وخرج
ليلي: مين كتبله خروج وازاي يخرج اصلا؟
الممرضه: لا معرفش يا افندم

ليلي راحت لاستاذها دكتور امين: هو ادهم مشي ازاي وازاي حضرتك تكتبله خروج وهو تعبان كده؟
دكتور امين: انتي بتتكلمي كده ازاي؟
ليلي: اسفه يا افندم جدا بس استغربت لما ملقيتوش
دكتور امين: هو عايز يخرج هكتفه ولا ايه؟ هو حر كتب اقرار وخرج...
ليلي خرجت وهيا هتموت من القلق والخوف عليه... كلامها كان جارح ليه... ادهم محتاج للحب ومحتاجلها بس مش عايز يعترف بده... هو قالهالها وهو بينزف: قالها خليكي جنبي وضميني: دي مكنتش تخاريف دي كانت لحظه صدق وقالها من قلبه... دي لحظه كان عقله مش مسيطر عليه... هيا متأكده ان قلبه بيحبها لكن عقله رافض اي حب... وهيا بغبائها بدال ما تقربه منها بعدته خالص عنها... خلت عقله ينجح يقنع قلبه انه يمشي بعيد
لازم تسيطر علي عقله وتخليه يقتنع بيها زي قلبه
لازم تعمل صلح بين قلبه وعقله وتريحه من الحرب اللي علي طول جواه...
اخيرا اخدت قرارها المجنون واستاذنت من شغلها واخدت تاكسي ومشيت بيتهم الاول
ناديه: ايه اللي جابك بدري كده؟ ادهم اخباره ايه؟
ليلي: ساب المستشفي
ناديه: بقي كويس يعني؟
ليلي: هرب مننا انا وانتي واهتمامنا وراح بيته
ناديه: طيب هو بقي بيتحرك يعني؟
ليلي: لا ده بيدخل الحمام بالعافيه... انا متأكده انه من امبارح للنهارده ولا اخد علاج ولا اكل حتي... ماما انا بفكر اروحله
ناديه: تروحيله؟ بس ده شاب واعزب وغلط وكل حاجه بتقول لأ
ليلي: بس تعبان وراقد وانتي شوفتيه بنفسك كان بيموت وبينزف وفضل يموت لوحده وما يعرفش حد.. افرض انتكس في البيت لوحده ولا جتله ازمه؟ عارفه اول امبارح بعد ما مشيتي وناديتلك ما سمعتينيش دخلتله لقته بيطلع في الروح ومش قادر يتنفس... كان زي اللي بيغرق ولولا دخلت بالصدفه كان مات ومحدش حس بيه
ناديه:يا بنتي انتي بتقلقيني ليه؟ هو مش عايز حد
ليلي: ماهو فعلا مش عايز حد عايز يموت بهدوء لوحده وبيقولي مين قالك تسعفيني؟
ناديه: طيب روحي وخديله اكل بس اوعي تتاخري عنده فاهمه وافتكري ديما انه عازب ولوحده
ليلي ركبت وراحت بيت ادهم

هو محتاجلها وهيا هتكون جنبه حتي لو انكر احتياجه ده وحتي لو رفض وجودها هتساعده لحد ما يقدر يقف علي رجليه من تاني حتي لو هتيجي علي نفسها او تيجي علي كرامتها شويه هو بصلها وهو بيقول انها لسه مقدرتش تقلعه النظاره هو كان بيقصدها هيا...
حاليا حياته وصحته اهم منها...
وصلت شقته وفضلت ترن الجرس وطبعا محدش فتحلها وده خلاها تقلق اكتر
بتفكر تعمل ايه وتتصرف ازاي؟ اخيرا نزلت للبواب
بتحاول تقنعه يفتحلها الباب وهو رافض تماما بناءا علي اوامر ادهم ان مفيش بنت تدخل بيته
وهما بيتكلموا علاء جه
البواب: اهو سي علاء جه هو مسؤل عنه في تعبه
علاء: في ايه يا عم لطفي؟
البواب: الهانم بتقول انها دكتوره سي ادهم وعايزه تطلعله
ليلي: انا دكتورته وكنت متابعه حالته واتفاجئت انه مشي
علاء: مشي من امبارح الصبح واتفاجئتي النهارده؟
ليلي: انا اللي اسعفته في الفرح وانعشته وجبته المستشفي انتو كنتو فين؟ محدش فيكم فكر يسأل عليه وهو تلات ايام في المستشفي
علاء: ا
قاطعته ليلي: ما تحاولش تبرر... وبعدين مين هنا بيديله ادويته؟ مين بيأكله؟ اكل ايه من امبارح للنهارده؟
علاء: انا وعمي لطفي واه اكل ساندوتش او حته من سندوتش
علاء بيوطي صوته لانه مش مقتنع ان صاحبه اكل اصلا
ليلي: طيب انا جيباله ادويته ومحاليل واكل وانت معايا اهو وراقبني لو هو اتضايق مني انت اتدخل واطردني ايه رأيك؟ اعتقد ده حل مناسب؟
علاء: اوك كلامك منطقي يالا

دخلوا شقته وليلي دخلت عنده كان نايم او مغمي عليه
اول ما لمسته لقته سخن مولع
ليلي: علاء الحقني بسرعه
علاء دخل يجري عندها: في ايه؟
ليلي: حرارته مرتفعه جدا انزل بسرعه هاتلي الحقن دي بسرعه
كتبتله كام حقنه وهو نزل بسرعه يجيبهم وساب عم لطفي معاها
ليلي: شوفلي لو سمحت اي حاجه نعمله كمادات لحد ما يجي
جابلها فوطه وبدأت تعمله كمادات وتكلم فيه
ادهم بيفوق ويغيب تاني
ادهم: انتي هنا ولا انا بيتهيألي
ليلي: انا هنا جنبك
ادهم: ما تسيبينيش وتروحي تاني خليكي معايا
علاء دخل وسمعه واستغرب ان ادهم ممكن يكون متعلق بحد
علاء: الحقن اهي
ليلي طلعت المحاليل اللي معاها وبدأت تركب الكانوله في ايده
علاء: انتي دكتوره بجد صح؟
ليلي: شنطتي هناك علي الكرسي فيها الكارنيه بتاعي اتأكد
علاء: الصيدلي قالي ان الحقن دي مضاد حيوي وللسخونه وده بيقول انك بتفهمي انا مصدقك
ليلي ركبتله الكانوله وعطته الحقن وركبتله المحاليل واستمرت في الكمادات
علاء: هو انا شفتك قبل كده؟ شكلك مألوف وانا نادرا ما بنسي حد شوفته بس في نفس الوقت ما اعرفكيش
ليلي: كنت موجوده في فرح اكرم صاحبكم ممكن تكون شوفتني وعلشان كده حاسس انك شوفتني بس مش عارفني
علاء: انتي تبع اكرم ولا مني!؟
ليلي: ولا ده ولا ده
علاء: امال؟
ليلي: انا اخت واحد من الظباط الصغيرين اللي بتدربوهم
علاء: هو انتي اخت مصطفي المتطفله الغلسه؟
ليلي بصتله باستغراب وعرفت ان ادهم حكالهم عنها
علاء: سوري مش اقصد

ليلي: هو قال اني متطفله؟ علي العموم انا كنت اخدت قرار امبارح اني ماليش دعوه بيه نهائي بس اتفاجئت النهارده انه ساب المستشفي وقلقت عليه ( مسحت دمعه نزلت غصب عنها) انا ما اتعمدتش افرض نفسي عليه ابدا... انا بس حاولت اساعده... اول ما السخونه تنزل همشي
علاء: علي فكره انا اسف ما اقصدش اضايقك هو مقالش كده بالظبط... هو بس قال انك جيتي تدوري علي اخوكي هنا عنده وان والدك وانتي تاني برضه جيتو تدوروا هنا وانكم لمتوه هو...وانه لما خلاه يمشي من عنده اترجيتوه يرجعه بس مقالش اكتر من كده وعلشان كده احنا افترضنا انكم غلسين لكن هو ابدا ما نطقش وقال كلمه غلط في حقكم وانا اول مره اعرف انكم اتقابلتوا تاني
ليلي سكتت وفضلت تعمله كمادات وهو بيفوق ويغيب
اتصلت بمامتها وبلغتها حالته
الحراره نزلت وهيا سابت علاء معاه ومشيت وطلبت منه لما يفوق يحاول يأكله
راحت بالليل نبطشيه علشان تعرف تقضي النهار مع ادهم باتفاق مع امها
وراحتله الصبح ولقت علاء جنبه نايم صحته

علاء: كويس انك جيتي هو ما صحيش غير دقايق ونام بسرعه وغيرت المحلول زي ما قولتي والمضاد اخده في معاده وسخن تاني وعطيته المحلول بتاع السخونه وكمادات لحد ما نزلت انا لازم اروح الشغل وانتي استلمي اوك
ليلي: طيب كويس روح انت وانا هفضل جنبه
علاء: رقمي معاكي لو في اي حاجه كلميني اوك؟
ليلي حطت ايدها علي ادهم تشوف حرارته وهو حس بيها فتح عنيه
ادهم: انتي تاني هنا؟
ليلي: ماهو انت متعب نعملك ايه؟
علاء: حمدلله علي سلامتك جننت امنا
ادهم: ليه؟
علاء: سخن طول النهار والليل ونايم وعملين ورديات عليك هيا فضلت طول النهار جنبك وانا طول الليل
ادهم: انتي طول النهار هنا؟
ليلي: معلش بقي استحملني
ادهم: اه
ليلي: مالك؟ ايه اللي تاعبك؟
ادهم: ايه اللي مش تاعبني؟ تقريبا مفيش حاجه مش تعباني
ليلي: معلش يومين وهتبقي كويس ان شاءالله
ادهم: انتي ايه اللي جابك اصلا وعرفتي منين اني تعبان؟
ليلي: جيت اتأكد انك اخدت ادويتك ومعرفتش انك تعبان غير لما دخلت
علاء: وما سابتكش غير لما بقيت كويس وراحت علي شغلها
ادهم: متشكر يا ليلي.. خلاص انا كويس ممكن تروحي ترتاحي
ليلي: ممكن تركز في صحتك انت شويه؟ انا نفسي اعرف انت ليه مشيت اصلا من المستشفي؟
ادهم: بتخنق منها بسرعه
علاء: انا اتأخرت علي الشغل ولازم امشي لو احتجتو حاجه كلموني
ليلي: انا هروح المطبخ اعمله حاجه ياكلها بسرعه قبل ما تمشي انت
ليلي خرجت وسابتهم لوحدهم
علاء: مقولتش ان الدكتورة موزه كده؟ ومقولتش ان في بينكم حاجه؟
ادهم: لان مفيش بينا حاجه بيتهيقلك... ولو في مش هيكون من ناحيتي
علاء: ليه؟ قولي عيب واحد فيها

ادهم: هيا بيرفكت وده عيبها.. ده غير اني معنديش استعداد للارتباط اصلا فياريت لو عرفت تمشيها توصلها في طريقك وتخلصني منها لاني مهما امشيها بترجع تاني... انا هربت من المستشفي بسببها
علاء: يا ادهم بس
قاطعه: ما بسش مشيها بالذوق بدال ما انا اتصرف
ليلي كانت واقفه علي الباب وسامعاهم
ليلي: وعلي ايه كل ده انا همشي لوحدي من غير ما انت تمشيني ولا هو يوصلني انت الحمدلله احسن
اتفضل حاول تاكل اي حاجه وادويتك عارف مواعيدها والف سلامه عليك
سابتهم وجريت ودموعها سابقاها... ادهم حاول يقوم وراها لانه ندم بس للاسف صحته ما اسعفتوش
علاء: ليه كده؟
ادهم: روح شغلك وسيبني في حالي روح
ادهم فضل يقنع نفسه ان كده احسن وانه افضل من غيرها وانه مش عايزها في حياته بس للاسف كل جزء في جسمه وكيانه بيعارضه هو محتاجها وعايزها وللاسف بيحبها كمان...
في البيت عم محمد كان تعبان ورجع من شغله بدري وسأل علي ليلي علشان تقيسله الضغط
عم محمد: هيا مش كانت نبطشيه بالليل وطول النهار كمان؟ ايه هتواصل ليل ونهار؟ كلميها تيجي ولا ايه النظام ده؟
ناديه مش عارفه تقوله ايه؟ لانها عمرها ما كدبت عليه ابدا ويدوب هتقوله...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة