قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 9

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

انتهي اليوم باالاتفاق علي إتمام الزواج وعقد قران ابراهيم و وداد بعد اسبوع ...
دخل ابراهيم الي غرفته مباشرا دون الالتفات اليهم حال دخولهم المنزل،حاولت ايمان الكلام مع بدور لتهدئتها وتبريد قلبها ..
إيمان وهي تأخذها في احضانها ...
-متخفيش يا حبيبتي عمك هيتصرف وهتتعلمي وهتبقي زي الفل...
بدور بحزن: خلاص معاتش يفرق...

نظر لها يونس نظرة غاضبه رأتها بدور بوضوع فابعد نظرة ليتجه الي غرفته متجاهلا لها وجابر ورائه في عالمه الخاص يفكر بجميلته حاميه الطباع...
أستأذنت بدور واتجهت الي غرفتها..
بدور لنفسها: هو بيتجاهلني وبيبصلي كده ليه ! شفتي بقا انتي اللي عبيطه وكنتي بتقنعي نفسك انه بيحبك واهوه عادي جدا بالعكس ده قرفان انه جه ..طيب جه معاهم ليه ؟! اكيد عمي اجبره يجي يقنع ابويا . .
مسحت دموعها بعنف وهي تفكر ...
-بلاش هبل بقي متعيطيش عليه ده ميستهلش احمدي ربنا ان الموضوع خلص قبل ما يبتدي ...
اخذت حماما وغيرت ملابسها لتبدا رحلتها لاقناع نفسها بالنوم، بعد مكالمتها مع ليلي وبكاء الاثنان سويا علي خيبه امالهم في الحياة...

جلست ليلي علي الارض مربعه ساقيها وململمه ردائها في المنتصف كاشفه عنهم حتي اعلي فخديها وسانده لظهرها علي الاريكه...ممسكه بالهاتف بعد انتهاء مكالمتها مع بدور ورأسها للاسفل وشعرها منسدل يخفي وجهها وعيونها الباكيه ...كانت انفاسها مخنوقه من اثر بكائها القوي مع اختها..
خرج علي من حمامه فقد تعمد ان يأخر نفسه حتي تنتهي من مكالمتها ...لكن مشهد حبيبته العنيده بهذا الشكل المنكسر اشعل الغضب داخله علي نفسه لماذا لا يحميها مما يحدث لها ؟!
لماذا يحارب نفسه في التقرب منها ودائما ما يفشل ! اقترب منها ببطئ وترك منشفته علي الاريكه ووقف امامها مباشرا مد يده ليلمس شعرها ويربت عليها في محاوله لتخفيف آلامها ...
غلبت عليها مشاعرها فقربت الهاتف الي صدرها وهي تمسكه بقبضه من حديد وكأنها لو تركته ستهرب منها دموعها لتسيل حتي الصباح ..بدأت انفاسها تعلو فنزل الي مستواها يبعد شعرها وينظر الي وجهها بحنان ...

سقطت اولي دمعاتها معلنه الخضوع لتلحقها الثانيه فالثالثه ! وتنهمر كالشلال دون توقف ... قرب رأسها من صدره وقال بخفوت...
-خلااص ياعمري متبكيش إكفايه...
دق قلبها تلقائيا من كلماته الحانيه فدفنت رأسها في صدره تحاول الاختفاء عن العالم...
فتركها واعتدل وعاد يحملها بين ذراعيه وينام بها في فراشهم ...
كان اول تفكير في عقل ليلي إنه يريدها لذلك نطق بكلام الحب لاول مرة ...وشعرت بأسي...
ولكنه خالف توقعاتها عندما شد الغطاء عليهم ساحبا لها بين ذراعيه،قبل رأسها بحب ومسح بيده وجهها واردف قائلا...
-نامي وانسي الدنيا كلاتها ...اني معاكي ومش هسيبك واصل...
رفعت يدها تلف خصره وتقربه منها اكثر لتستشعر الامان الذي يحيطها به دائما...هاربا بها من الواقع الي النوم وعالم الاحلام ...

 

وضع يونس رأسه علي الحائط يخبطها بخفه ويتمني لو يمكنه ان يضربها بأقوى ما عنده حتي ينتهي من هذا الاعصار داخله و يهرب منه ...
يونس لنفسه: ماشي يا بدور انا هوريكي النجوم في عز الضهر... انا ترفضيني انا،كنتي بتلعبي بيا ...انتو صنف الحريم كده نمرود ...بس علي مين انتي ملكي يعني ملكي برضاكي غصبا عن اهلك ملكي انا !
جابر وهو يصفق: هااااايل يا فنان نعيد المشهد بقاا ولا ندخل علي مشهد العلاج بالكهربا ؟! انت اتجنيت يا يونس بتكلم نفسك؟!
يونس بضيق: ايوة اتجنيت شفت اللي حصلي ! انا اصلا مكنش الجواز في دماغي ..تحمد ربنا اني بصتلها اساسا!
ليدق قلبه مدافعا عن حبيبته فهي اللي سحرته بعنيها !
ليتتبع يونس بعنف: اكيد عملالي عمل يخليني افكر فيها ليل و نهار بس انا مش قهرني وغايظني غير رفضها ليا ؟! هي تطول اساسا ده انا هخلي عيشتها طين ...
جابر بضحك: يابني اسمع بس البت كانت متوترة وقالت اي ...!
قاطعه يونس بنظره حاده: بس ياجابر متبررش انت خالص ...
سكت للحظه واتجه نحو الباب ...
جابر باستغراب: علي فين ؟
يونس وهو يضع اصبعه علي فمه لإسكاته خرج واقفل الباب خلفه ...
جابر لنفسه وهو يخبط كف علي كف: جنيتي الواد يا بدور ...ياحول الله يارب ...

عزم يونس علي رؤيتها ومعرفه ما بداخلها الان فهو لايستطيع الانتظار اكثر من ذلك،سيطلب سبب رفضها ثم سيقنعها بزواجها منه رغم انفها حتي لو وصلت الي خطفها من ابيها !

اقترب بهدوء من غرفتها ونظر شمالا يمينا قبل الدخول اليها واغلاق الباب بهدوء حاد...
جال بنظره في ارجاء الغرفه ليقع بصره علي جسدها النائم علي فراشها ...
تصلبت الدماء في عروقه هذه اللحظه ..ربما عليه الرحيل والتحدث معها باكرا ...
في هذه الاثناء تقلبت بدور وفتحت عيناها لتجد يونس وقد غطا الظلام جزء من ملامحه يقف علي باب غرفتها وممسك بالمقبض ...شهقت بخضه واعتدلت وهي تخبئ نفسها بالغطاء ...
بدور بخوف: انت ايه اللي جابك هنا انت اتجنيت؟
فاق علي صوتها فتغيرت ملامح الحيرة الي القسوة وهو يقترب منها ...
-تشكري يا ست العرايس ...بس اتجنيت دي كلمه قليله علي اللي انا فيه...
بدور بحده: يونس اطلع برااا قبل ما حد يدخل انت فاكرني ايه ؟!
ضحك يونس بتهكم: اختي طبعا !

نظرا بدور له بغل واردفت: اطلع برا يا يونس...
نزلت من فراشها وهي تحاول الابتعاد قدر الامكان عنه ...لماذا الحيرة يا هذا الان تريد الحديث بعد ان تجاهلتني كم انت غريب وعجيب !
ضيق عينيه فلم يعجبه ابدا اصرارها علي الابتعاد عنه ...أتفتنيني طوال سنوات والان تلعبين دور البريئه ! أتقلبين كياني و تخضعين قلبي لتعتصريه بين يداكي !
يونس بحده وهو مستمتع بخوفها ! نعم اي مشاعر تجاهه افضل من لاشئ وإن كان خوف ورعب فلا يهم طالما انها له وتسيطر عليها !
-مالك في حاجه ؟!

نظرت الي لا مبالاته وهي تعود للوراء وقالت بحده: انت جاي ليه بالظبط ...انت بتعمل ليه كده كفايه بقي !
ضحك يونس وطقطق بفمه: تؤ تؤ تؤ لا ماليش حق بجد ..انا بعمل ليه كده ؟! أنا ؟! أنا يا بدور ! انا افتكرت ان كلامي كان واضح بس الظاهر انك غبيه !
التصقت بالحائط ولم تجد مفر وهو يقترب علي بعد خطوة منها وتشع منه مشاعر الغضب فتسلل الخوف والتوتر الي قلبها...
نظرت الي اليمين في محاوله لتخطيه ولكنها بائت بالفشل حين امسك بذراعها واعادها الي مكانها مرة اخري !
يونس بضيق وتهكم: علي فين يا شابه ؟!

بدور بخوف وضعت يدها علي قلبها المتسارع من الخوف ومن قربه لها: يونس انت عايز ايه بالظبط ! ممكن تبعد شويه انا مش عارفه اتنفس !
بدور وهي تشعر بعيونها تترقرق بالدموع معلنه عن استعدادها للبكاء ..تمالكت نفسها لتظهر قويه امامه...
بدور بهدوء مصطنع: انا مش عايزة ارفع صوتي عشان انت ابن عمي بردوا متفتكرش انك ممكن تعملي حاجه في بيتنا ! شوف لو رايد تقولي حاجه قولها وخلينا نخلص من لعب العيال ده !
امسك بيدها وقربها منه فاصطدمت بصدره بينما نظرت هي له برعب ...واصابعها تغرز في صدره بطريقه مؤلمه لم يأبه لها ...
يونس: سبق وقلتلك متعصبنيش هتندمي ! لعب العيال ده انا سيبهولك انتي و اللي حواليكي ...لكن خدي كلمه راجل مني دلوقتي هتتجوزيني يا بدور بالذوق بالعافيه هتتجوزيني مش حته عيله زيك علي اخر الزمن هتلعب بيا ..كان غيرك اشطر يا ماما! ..

يتزوجها ! لما هذه الرغبه المفاجأه في ان يتزوج هل يطمع في دمج اموال العائله من خلالها ...الهذا احضره عمها ؟! ليجبره علي الزواج منها بدلا من احدي حبيباته ...ام هل يعاندها لانها اخبرته بانه اخاها ...معقول يصل به عناده المرضي الي الانتقام منها الي هذا الحد ..يتزوجها ويمنعها من جامعتها بغرض الانتقام ...هزت رأسها لتنتبه له ...

بدور بحده وغيره ممزوجه بغضب: والجواز هيبقي مصلحه ولا انتقام ؟!
يونس بعدم فهم: نعم !
بدور وهي تضحك: لا ممثل شاطر اكيد بتحبني ووقعت في غرامي من اول ما شفتني ولا عشقت عنيه ! مش ده كلامك ليا بردو !
نظر بغضب وهي تسخر من كلماته وشعر بانها تضربه بسكين في صدره ...
- حب ايه ؟! احبك انتي ! ده كلام كنت بتسلي بيه بس... انتي مديه نفسك حجم اكبر من حجمك !
دوت صوت صفعتها له في ارجاء الغرفه لتنزاح رأسه الي الشمال من شده ضربتها ...
بدور بعيون حمراء باكيه رفعت اصبعها في وجهه ...
-حسك عينك تجيب سيرة جوازي منك دي تاني ...انا عمري ما هتجوزك ولو حصل هسم نفسي او هسمك انت انسان قذر واناني !
التفت بنظراته الجنونيه لها لتلصق بالحائط اكثر من الخوف ...
ابتسم هذه الابتسامه المريضه التي تحمل كل معاني الغضب والتهديد وتبث الخوف داخلها ...امسك بفكيها بقوة وقربها من وجهه ليضع جبينه علي جبينها ارادت الابتعاد فالصق سائر جسده بجسدها ليشل حركتها واصبحت كلماته مسموعه داخل شفتاها المفتوحه من الصدمه و الالم من ضغط يده علي فكها ! ...

رأي يونس دموعها تهبط وتصطدم باصابعه ليمرر انفه علي خدها صعودا الي عينيها …
قبل خدها وهي تبكي وجسدها يرتجف من انفاسه المضطربة ...
ونظر الي عينيها بحب لا يقدرعلي السيطره عليه ثم انتقل بلمح البصر لنظرته البارده ..
-هتجوزك يا بدور وحياة عنيكي اللي مش هتشوف غيري هتجوزك وحياة شفايفك اللي مش هتنادي غيري هتجوزك ! هتجوزك و مش هسيبك ! هعلمك ازاي تمدي ايدك عليا وتحيريني السنين دي كلها!...
رفعت يدها لتبعده من كتفيه فامسك بكلتاهما وطبع قبله علي معصميها وعندما ارادت ازاحتها احكم قبضته حتي تألمت ...واعادها الي فمه مرة اخري لتستسلم هذه المرة لقبلاته ليداها...
تركها من يده واعاد خصله وراء اذنها وهي ممسكها بمعصمها الذي يؤلمها ...ولم يستطع مقاومته فنزل بشفتيه يقبل هذه الخصله مع أذنها ...
ليرتعش سائر جسدها بخضه من هذه اللمسه التي حركت مشاعر غريبه عنها ليتدخل خوفها ولكن ليس قبل ان تنكشف امام يونس الذي ابتسم نص ابتسامته الجانبيه التي تظهر غمازته ..ليغادر ويتركها في دوامه من المشاعر المضطربه !
لماذا يا يونس تمزق قلبي هكذا وانت الحبيب الاول ..اخطأت انا عندما تسرعت بحبك ...اللعنه عليك يا ابي لقد جعلت قلبي ضعيفا امام الشعور بالحب والامان ...فمن ظننته دو قلب كبير انقلب ليكشر عن انيابه كذئب جائع ولكن الحيرة في اي جوع هذا الذي يشتهيه ؟!

حملتها اقدامها الي فراشها لتنام وتفرد جسدها الذي تشعر وكأن قطار قد دهسه ! ليأخذها النوم بعد ساعات طويله من الارق الداخلي ...
...
اما يونس فقد كان الغضب يعميه وهو يعيد كلماتها له وتوعدها بعدم الزواج منه ؟! الا ان ما يقلقه اكثر هو رفض ابيه من الاساس وانه سيستغل رفضها له ...
ليمضي اسوء ايام حياتها وهو يعيد نظرات حزنها وبكائها و كلماتها القاسيه ...
يونس اخذ نفس عميق وقال لنفسه: هتروحي مني فين !
اغمض عينيه عل النوم يأتي ويخطفه ويريح عقله و قلبه المنشغل الذي لا ينطق سوي اسمها ليلا ونهارا ...

...
في اليوم التالي ….

كانت بدور وليلي وروحيه و معهم إيمان مجتمعين سويا في محاوله لافشال زواج ابراهيم...وإقناعه بعوده بدور لجامعتها...
إيمان بحنق: يعني ايه الراجل ده هيعصي علي 4 ستات والله عيب في حقنا ...
ضحكت بدور: معلش يا ماما استحملينا شويه...
روحيه تتظاهر بالملل: انتوا تعبين روحكم علي الفاضي الراجل مش بيحبني ده كان زمان و الحب ديه راح لحاله ...
ليلي: بس اني لجيت الحل! ...
نظرت لها روحيه بعيون لامعه مليئه بالامل ...
ايمان بفرحه: قولي بسررررعه...
ابتسمت بمكر: اني هشرحلكم ...
بعد ان انتهت وقفت روحيه ووجها احمر كالدم...
-بااااااه انتي اتجنيتي يا ليلي ولا إيه اني يستحيل اعمل إكده واصل ...
- يا امي افهميني بس ...احنا كلاتنا هنبجي جريبين منيكي ومش هيجدر يعملك حاجه ...
-بس يابت اختشي عاد ...انا بميت راااجل ...
ضحكت إيمان: طيب اومال ليه متردده ..انا عن نفسي شايفه ان فكرة البت الشيطانه دي هتنفع ومن هنا هتتاكدي ان كان لسه بيحبك ولا لا !
بدأت الثلاث نسوه يضغطون عليها لتنفيذ خطتهم حتي استسلمت لهم ...
احضرت بدور رداء لها من خزانتها مبهج بالوانه الرائعه بالرغم من هيئته التراثي الانيق الملائم لجسدها ذو ال45 عاما لتؤكد علي إكتمال انوثه المرأه في ذلك السن ...انتهت من ارتداءه واتجهت لارتداء شالها ...لتختطفه إيمان من يدها
إيمان بقرفه: هاتي البتاع ده بقا انا اتخنقت منه ومنك ..بنقولك اغراء تلفيلي الفستان بالبتاع اللي زي الملايه اللف دي ...
روحيه باستغراب: إييييه باستور نفسي !

صكت آيمان اسنانها من شده الغيظ: لا معلش متستوريش نفسك دلوقتي !
ليلي: مفيش وجت بالله عليكي قبل ما ينزل وساعتها ماهيعاودش جبل المسا...
روحيه بتوتر: طيب طيب رايحه اهه...
اتجهت نحو غرفته ودقات قلبها متسارعه..اخذت نفس عميق ويداها مرتجفه لتدق علي باب غرفته ...اوقفها صوت بدور فجأه ...
بدور بصوت خافت قدر الامكان وحاسم في نفس الوقت ...
-استننننننننني ...حطي الحمرا دي بسرعه...
تلون وجهه روحيه واخذت احمر الشفاه من يدها تمرره علي فمها...لتأتي ليلي وتقرص خدودها لتحمر اكثر ...وضعت إيمان يدها علي فمها لتمنع ضحكاتها المهدده بالانطلاق...
دفعت روحيه الفتاتان بغضب ممزوج بخجل ليختبأوا في الغرفه المجاورة...
عدلت ملابسها ورخت جسدها للحظه ثم مدت يدها تدق علي الباب...فأتاها صوته المنفعل بالغضب دائما ...
- اددددخل !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة