قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 17

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع عشر

تركهم وتوجه الي عنيدته فوجدها تضحك وتتحدث مع وداد ..عاد الي غرفتها وغرفته سابقا، رأي عدت الهندسه التي اعطاها لها وتذكر هذا اليوم وكيف بكت وانهارت وقضي اليوم معها ...هي رقيقه بداخلها و لكنها عنيده كالاطفال ...
اشاح برأسه شمالا ويمينا بحيره ...كيف يهدم تلك الأسوار داخلها..هو يعلم جيدا انها تبادله مشاعر، فلا يمكن لانثي ان تستسلم ولو قليلا الي رجل الا وان شغل قلبها وتفكيرها ...
بقي السؤال الاكبر كيف يحثها علي الاعتراف بانها تحبه او جعلها تتقبل فكره زواجهم ؟

بعد تناول الغداء وتبرير توفيق للفتيات ان ايمان قد ذهبت للطبيب وهم نائمين وان كل شئ بخير...اجتمع جابر ويونس معه يتحدثون عن الشركة التي يريد يونس البدء فيها...
توفيق بتفكير: يابني انت لو تسمع كلامي بس..انت تمسك شركتي الفتره دي واهو بالمره اقلل من وقت شغلي لحد ما شركتك تقف علي رجليها ..
يونس: انا فكرت في كده يا بابا فعلا ..بس انا هحتاج جابر معايا ..ولا انت شايف ايه يا استاذ جابر هتسيب شغلك وتغامر معايا ولا ايه ؟
جابر:مش محتاجه سؤال طبعا ..انا راشق معاك يابني في اي حاجه ! بس في حاجه ...

-قول...
-انا كنت هطلب اجازة 10 ايام عشان زي ما انت شايف كده هحتاج ابقي مع وداد شويه يعني وناخد علي بعض...
توفيق بفخر: والله فكره حلوه ..وانت كمان يا يونس انسي الشغل 10 ايام وبعدين ابدأ ..
يونس برفض: ماشي لكن شركتك هبقي اروحها اشوف هعمل ايه فيها ...
جابر بضيق: يابني انت عريس ! لم نفسك بقا مش انت اللي كنت هتجن وتتجوز ..استفاد من الوقت ده ...
يونس: خلاص يا جماعه انا ادرا بحالي !
توفيق بتأفف: انت حر ! انا رايح انام ..انا كبرت خلاص وجسمي لسه متفشفش من السفر ...
جابر بضحك: الف سلامه يا حجيجه ...
ابتسم يونس عندما نظر توفيق نظره ذو معني حتي يخرسه ...
التفت جابر بضحك نحو يونس: عنيف اووي ابوك ده ههههههه.
-هههههههه يابني انت مش بتتعب من بقك المفتوح 24 ساعه ده ...
جابر بلؤم: مش عاجبك دي بيبو بتقول ده احلي حاجه فيه...
اختفت ابتسامه ورد عليه بحنق: جابر متستفزنيش...

-ههههههههههههه يابني انت دماغك دي تعباك والله ويكون لعلمك انا راجل متجوز دلوقتي ...يعني مش هخطفها منك ولا حاجه..
يونس بغيظ: جابر اولا انت مش هتقدر ثانيا انت ليه واخد قلم في نفسك ..روح يا بابا حاول تتأقلم مع المصيبه اللي عندك ...
جابر بضيق: انت حقودي وهادم للملذات...
وقف يونس: انا هنادي بدور عشان ننزل ننام ...
وقف جابر هو الاخر ..
-خدني معاك الا انا فعلا محتاج انام..
يونس بضحكه سخريه ...
-بليز حاول تاخد اليومين الجايين دول نوم ...
ابتسم جابر وقال بلا اهتمام: بعينك علي فكره ...يا وداااااد...

خرجت وداد سريعا بطريقه تعجب لها جابر ويونس، نظر له يونس بطرف عينيه في تساءل، وقفت وداد بعيون متسعه و متسائلة امامه..
وداد بقلق: إيووه انته نديت !
جابر بهدوء وابتسامه خفيفه: اه نديت اصل هنروح شقتنا عشان تعبان شويه بس لو تحبي تفضلي شويه برحتك ...
وداد بسرعه: لاااه اني جايه اهاه...
توجهت نحو الباب ووقفت وهي تشبك يداها وتلعب باصابعها بتوتر..
مال يونس علي جابر يهمس بخفوت...
-ايه يابني براحه ع البت شويه .. انت عملتلها ايه بالظبط ؟!
رد جابر بنفس الهمس ...
-والله ماعملت حاجه بس هشوف مالها يمكن تهيئات مننا ..
ثم اكمل بصوت عالي...
-احم طيب تصبحوا علي خير بقا يا جماعه ..
يونس: وانت من اهله ...
نظر الي وداد ثم قال بابتسامه ود..


-تصبحي علي خير يا وداد ...
نظرت الي جابر اولا وكأنها تأخذ الاذن ثم ردت علي يونس بشئ من التلجلج ...
-امم وانت ت من ا اهل الخير ..
نظر لجابر نظره ذو معني وكأنه يخبره أرايت !
توجه نحوها جابر وهو يفكر كيف يقنعها انها غير مجبره علي شئ هنا..
-انتي قولتلهم جوا انك ماشيه طيب ؛ مش عايزة تمسي عليهم ؟
وداد بقلق: هاااه إيوه انته صح ثواني و هجولهم ..
هرعت الي باب الغرفه التي تجلس بها ايمان وبدور يتسامرون لتخبرهم بمغادرتها ظننا منها ان هذا قد يغضب جابر ان فعلت شئ يسئ الي عائلته ...
عقد يونس ذراعيه امام صدره وهو ينظر الي جابر و يهز رأسه علي غباءه ...
جابر بحنق: ايييييه عملت ايه دلوقتي...
يونس: جحش اقسم بالله ...

-ونبي اتلهي ...شوف نفسك الاول وسيبني، علي الاقل انا هرجع البيت هسايس اموري ..لكن انت دبش هوب دابل كيك دبش وراه علطول ...
يونس بضيق: علي الاقل بدور بتقف و ترد مش فاكره انها حمار و ماشي في الساقيه اللي هي لا مؤاخذه حضرتك ...
قطع خروج الثلاث نساء حديثهم ..
جابر: قفل قفل ..قولتلك هتصرف...
إيمان: ايه يا جابر هتروح يا حبيبي …
جابر بمرح: اه هروح الشقه اللي في وشكم دي فكراها ...
ايمان بضحك: طيب يلا يا غلباوي ...تصبح علي خير...
-وانتي من اهله يا ست الكل...
يونس: يلا يا بدور احنا كمان هننزل ...
نظرت لها إيمان و غمزت لها ..شعرت بدور بحنق انها لن تنفذ خطتها وتمنت لو لم تحكي لايمان عليها..
بدور: تصبحي علي خير يا ماما...
-وانتي من اهله يا حبيبتي...
ذهب الجميع كلا الي مسكنه ...كان جابر يفكر كيف يفتح وداد اليه و يكسب ثقتها و يشعرها بالامان حولهم وخصوصا حوله هو...

وقفت وداد كما في الامس وسط الردهه تنظر اليه وكأنها في انتظار التعليمات ..رمش جابر وحمحم بحلقه ..
-احمممم ايه ياوداد ادخلي نامي..
ندم علي قوله فهو يحفزها علي فهم انها تفعل ما يريد وليس العكس...اوقف تقدمها من غرفتها حديثه مره اخري...
-استني...انا عايز اتكلم معاكي شويه ممكن ؟
نظرت له وداد بعدم تأكد: ماشي..
-تعالي اقعدي ...
جلست وهي تنظر له بترقب ..فرك اسفل رقبته بتوتر ...
-انتي كويسه ؟
وداد بعدم فهم: اه ...
-لا مش فهماني معلش، انا اقصد ان اللي حصل بينا كان صدمه لينا و كده بس انا اتمني يعني اننا نحاول نتأقلم مع بعض ...
نظر الي عينيها و كأنه يؤكد علي كلامه داخل روحها ..
-انا جوزك قدام ربنا والناس كلها .. وانتي دلوقتي ملكيش غيري ..انا مش وحش ولو ادتيني فرصه هثبتلك كده ..ممكن اكون واخد الموضوع ابسط منك لاني راجل و كمان...
تنحنح بخجل: و كمان انا كنت مستلطفك من البدايه بالرغم انك هرتيني عض و ضرب...

نظرت الي اسفل بخجل ووجه احمر من اعترافه ولكنه استكمل ...
-و كمان انتي جميله بشكل خرافي و عنيكي تحفه...
كاد يغشي عليها من الخجل و من صراحته ...ولكنه قرر مواجهتها مره واحده حتي يبني حياتهم علي الصراحه ...
-ده غير عنادك و لسانك الطويل طبعا اللي وحشني بس مش اوي الحقيقه ههههههههه...
ضحكت بخفه وهي تظن انها تعيش بحلم..فهي بحياتها لم تقابل رجلا بعفويته فضلا عن وسامته ..
-ممكن بقا تنسي كل حاجه حصلت ونبدأ صفحه جديده وياريت تتكلمي بلاش جو الصمت ده ...
-حاضر ...
دخلت تنام وهي تفكر في هذا الانسان الذي حطم كل توقعاتها هل يمثل عليها حتي يتمكن منها ولكن لماذا هي زوجته لو اراد لاخذ منها ما يريد !

في سوهاج ...

توجه ابراهيم في الصباح الباكر وهو عاقد النيه علي اقناع روحيه بالزواج منه، فكم بقي من العمر لتضيعه ...
دق علي باب منزلها ...وانتظر حتي فتحت له ..قضبت حاجبيها بحيره وتعجب من قدومه ...ماذا يريد منها الان ؟!.
روحيه: حاج ابراهيم ؟! ايه اللي جابك دلوك ؟
فتح الباب برغم من وقوفها خلفه حتي تمنعه من الدخول واغلقه خلفه ..عقدت ذراعيها و لوت فمها ها هو يتعامل و كأنه ملك هذا المكان و الزمان ...
-افندم تؤمرني بحاجه؟
-تتجوزيني ؟!
اتسعت عيناها بصدمه اسمعته جيدا ام ان عقلها يتلاعب بها ...
ابراهيم باصرار وتقرير: بصي ياروحيه اني وانتي عارفين كويس اني غلط زمان ..
-هههههههه بعيد الشر انته والغلط ...
ابراهيم بضيق: اسمعيني بلاش مهزءه اومال..
روحيه بحزن: واني مش عايزة اسمع !
اقترب ووقف امامها مباشرا: اني غلط غلطه فضلت طول عمري بندم عليها ..اليوم اللي اخترت ام البنات عليكي كان اخر يوم في عمري..
نزلت الدموع رغما عنها واعطته ظهرها ..
ابراهيم بندم: العمر مش دايم لينا يا بت الناس ...اني رايدك تكوني جنبي !
روحيه بأسي: يااااه بعد العمر ده كله افتكرت انك رايدني ...خلاص بجا يا حج احنا كبرنا ع الزواج...
ابراهيم باصرار: اني طول عمري رايدك يا رويه بس كنت غبي وجه الوجت اللي افوج فيه ...وبعدين مانتي كنتي رايحه تتجوزي عبدالله يعني بتفكري بالجواز..
توترت قليلا علي كذبتها ولم ترد...

ابراهيم وهو يترجاها: خليكي انتي ام جلب ابيض علطول وسامحيني ...البعد عنيكي خلاني مبجتش نفسي ولا عرفت اعيش زوج لتوحيده ولا اب لبناتي...
بكت روحيه فاحتضنها اليه وهو يكاد يبكي من انجراف مشاعره وشعر بجسده يضعف بعد ان اعلن ما ارقه كل تلك السنين ...
ابراهيم بتعب: عشان خاطر كل حاجه بتحبيها وفجي وريحيني ...
روحيه بدموع وصوت متقطع:اصل...
-مفيش لا اصل ولا فصل ..وحياة بدور وليلي عنديكي ! مش هجول وحياتي لاني مستهلش غلاوه عنديكي دلوك !
اغمضت عيناها بتفكير وقلبها يجبرها علي الموافقه ...بعد ثواني مرت كالسنين بالنسبع له...
روحيه بدموع: اني موافجه !
ابتسم لها ابراهيم ولاول مره منذ سنين يشعر بسعاده وراحه نفسيه...
وقبل ان ينتهي اليوم كانت روحيه زوجة لابراهيم وعلي شاهدا علي هذا الزواج وهو يضرب كف علي كف ...
ليلي: لولولوولولولولولولللللللي مبرووووك ياامي ..
روحيه بضحك: كفايه يا به هو اني صغيره ...
ليلي بسعاده: ايوة صغيرة و زي الجومر كومان ...
ابراهيم بضحك: هو كله لامك وابوكي مالوش حاجه...

نظرت له ورمشت لم تتوقع ان يحادثها اساسا ولكنها شعرت بفرحه شديده انه يمازحها..
-كيف يعني ! مبروك يا ابوي ...بس اوعاكم تجيبو اعيال وتسبيهم ليا كفايه عليه اولادي ...
علي بضحك: ده علي اساس اننا بنجعد بيهم دي امي يوميا بتعدي علينا تاخدهم من الصبح لحد المسا ...
ابراهيم: ههههههه دلوك تجيبوهم عندينا بدل ما تبهدلوا الست امعاكم!
ليلي: هههههههههههه أيووه هستغلكم ..
نظر علي الي ابتسامتها بحب لاحظته روحيه فغمزت الي ليلي ونكزتها ...
روحيه بهمس: جوزك بيحلم بيكي ههههههه
نظرت له بطرف عينيها ثم ابتسمت بأمل لروحيه ...خرج علي من اوهامه ...فتنحنح قليلا ثم اردف ...
-احم طيب يلا نرجع دارنا إحنا ...
-مااشي ... مع السلامه ...
روحيه بحب: مع الف سلامه ..
ليلي: متنسيش تكلمي البت بدور دي هتتجنن من ساعه ما حكيت لها انك هتتجوزي..
ابراهيم وقد اختفت ابتسامته قليلا ذهب بتفكيره اليها وعناده معها حتي انه اجبرها علي زواجها من يونس حتي وان كان مثاليا لها ... كان يجب اخذ اعتراضها بعين الاعتبار ...ضغطت روحيه بخفه علي يده و كأنه تعلم ما يفكر به ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة