قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 12

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني عشر

إيمان وهي تربت علي رأس بدور ...
-بطلي يابت عبط بقا وبعدين انا زعلانه منك ؟
رفعت بدور رأسها من علي حجرها ونظرت لها بتساؤل ...
-زعلانه مني انا ؟! ليه يا ماما ؟!

-ماما ايه بقا ما انتي مش عايزة ...هي دي معزتي عندك...
-والله يا ماما ما فاهمه حاجه عشان خاطري انا فيه اللي مكفيني اتكلمي من غير الغاز...
إيمان مصطنعه الحزن:لا الغاز ولا حاجه ...بس افتكرتك هتبقي نفسك تعيشي معايا و تكوني بنتي بجد !
-ما انا بنتك بجد !

-طيب ليه رافضه جوازك من يونس ؟
بدور بحزن: عشان مش عايزة اتجوز بالطريقه دي ؟!
إيمان بفهم: بصي يا بنتي انتي عارفه انا بحبك اد ايه وطبعا عارفه ان لو يونس ابني وحش مكنتش هتمناه ليكي، بس انتي حاولي تفهمي ده طيب جدا جدا بس عصبي حبتين وعيندي اوي ...
-يعني يا ماما يتجوزني عشان يعاند فيه ده ينفع ؟!

-يابنتي افهمي بقي انا بتحايل عليه يتجوز من زمان وهو رافض لو يونس مش حاسس بمشاعر نحيتك مش هيبقي عايز يتجوزك...
بدور بقله حيله: هو بيراضيكم يا امي انا متأكده اصلا ان عمي متفق معاه علي كده عشان يحقق حلمي ...بس اللي متأكده منه اكتر ان اللي عنده عناد كده ممكن يوصل لدرجه انه يحرمني من الحلم ده عشان ينتصر عليااا !
ايمان بنرفزة: مفيش الجو ده خالص ! انتي ليه مقتنعه انه عيند بس !
بدور بثبات وثقه: انا عارفه صدقيني يا ماما...
إيمان بقله صبر: يوووووه انتي حره بقا ..انتي دماغك ناشفه زي عيلتك كلها متستغربيش عناده انتي اعند منه !

كان ابراهيم يحفر الارض ذهابا وإيابا من شده الغيظ ...والهم المندلق علي رأسه من كل جانب ...
-مااااااشي يا روحيه انا هوريكي ابراهيم الشرجاوي هيسوي ايه فيكي !

فلاش باك من الصباح ...

عبدالله بهدوء: تمام كده يا حج بس انت لازم تكلم متولي عشان الحسابات كده متلغبطه ومش عايزين نقع في مشاكل مع الشريك مره تانيه !
ابراهيم بموافقه: إيوة اني مش ناجص ...
دخلت روحيه بكامل اناقتها البسيطه في نفس الوقت وهي تتغنج و تتدلل في خطواتها حامله صينيه الحلوي والشاي ...
-اتفضل يا حج ...
اخذها منها وهو يرمقها بنظره غاضبه يكره جمالها المنبثق للجميع من حوله ...لتفاجأه بنظرتها الخجله لمحاميه وهي تعطيه الحلوي ...
روحيه وهي ترمش بعينيها وتنظر للاسفل: اتفضل يا عبودي ...
ليخبط ابراهيم بكفه علي الطاوله ... ليبعث الرعب في قلبهم...
-انتي اتخبلتي يا وليه !

عبدالله بخوف: مالك بس يا حج هي عملت ايه ؟
روحيه بخوف مصطنع: وحياتك انت معملت ايتوها حاجه ...
ابراهيم وقد كاد يصفعها: انتي داخله تتغنجي وساكتلك من الصبح !
روحيه بخبث: الله مش هيبقي جوزي...
صعق ابراهيم وتعقد لسانه وهو يتنفس بشده كالطور الهائج ليصيح بعبدالله ...
-انت يا عبد الله ! ازاي تعمل اكده من غير ما تخبرني..الجوازه دي لا يمكن تتم ...
عبدالله بتوتر وهو ينظر الي روحيه: وفيها ايه يا حج انا قلت عادي وانت الخير والبركه بردو و كنت جاي اقولك...
روحيه بتحدي: ونستأذن ليه ده جوازي اني وياك ...
صفعها ابراهيم هذه المرة دون وعي منه!

وضعت يدها علي وجهها بصدمه وهي تبكي من شده الالم و ركضت سريعا الي الداخل وقلبها يتمزق منه ...فهو ينجح في صدمها بزياده درجه قساوته يوما بعد يوم ...
نظر ابراهيم بصدمه الي يده الذي ضربها بها في وسط ذهول عبدالله الذي اراد الهرب من امام غضبه ...كاد ان ينجح وهو يخطو بهدوء الي الخلف ناحية الباب ...لكن استوقفه صوت ابراهيم المرعب...
ابراهيم بتهديد:عبدالله مفيش زواج عيتم ! روحيه تنساها واصل والا يمين بالله لانسي المعرفة اللي بيناتنا واخفيك من علي وش الارض ...
عبدالله بخوف: اللي تشوفه يا فندم انا اصلا راجع مصر ومش هرجع قبل شهر او لو حضرتك طلبتني طبعا !
هز ابراهيم رأسه اذنا له بالرحيل ...ثم عاد بنظرة الي كفه مرة اخري...

ليست اول مرة يضرب امرأه فيها فلماذا هذا الاسي هي إمراه في حاجه الي التأديب ولكن علي ماذا ! هو من يحتاج المعاقبه هو من تركها في شبابه ورضي بها كخادمه لديه ولم يعاود المحاوله لاسترجاعها بعد ان منعه كبرياءه والان يذهب للزواج من طفله في عمر اولاده !
ما المشكله ان ترغب في الزواج ! وان تعيش بسعاده ولو مره في عمرها نعم يؤلمه انها لن تتزوج به وغيرته تنهش بداخله لكن انانيته منعته من رؤيه كل ذلك هو يريدها وسيعمل علي تحقيق هذه الغايه تحت اي ظرف ! ...
ابراهيم لنفسه: مبجتش عارف بتسوي إيييه عجلك كبر خلااااص ...هتعمل ايه دلوك عشان تراضيها يا ابن الشرجاوي ؟!
انتهي الفلاش باااااااك...

وضع يده علي رأسه علي امل ان ينسي ما حدث دون جدوي فها هو الليل يبزغ دون اي تغيير لايعلم رأسه من قدمه حتي الان...
ارتدي ابراهيم عمامته بتأفف واخذ عباءته وعزم علي الذهاب الي زوج ابنته "علي" حتي يضع نهايه لهذا الزواج تحت اي ظرف ...

كان جابر يتجول في القريه ليلاا عندما التقي برفاعي غفير الخاص بعلي فأخبره بتجمعهم في القهوه معه ...قرر جابر الذهاب لتغير مزاجه قليلا...
جابر: السلام عليكم
علي: وعليكم السلام يا مرحب بيك ...نورتنا والله...
جابر وهو يضع يده علي صدره كاشاره احترام وسعاده ...
-الله يخليك ده نورك...
-بس ايه مش عوايدك تخرج بليل إكده ...في حاجه ولا ايه ؟
-هااه لا كنت زهقان بس...الحمدلله لقتكم، قلت استغلكم شويه هههههههه...
علي بضحك: هههههههه انت تؤمر ...
جابر باستغراب: بس ايه انت مش في بيتك ليه لحد دلوقتي ؟!
-مفيش كنت لامم الرجاله بجالهم فترة مدروخين مني جلت اصحصحهم إشويه...
-ههههههههههههههههه واضح الصحصحه...شيشه دي ياعلي !
-واد يا رفاعي هاات دخانه لجابر باشا إهنه...
جابر بابتسامه مرح: الله يخليك مش عارف اودي جمايلك دي فين !
-ههههههههههههه انت تؤمر وإحنا ننفذ ! ...

في مكان اخر...
اذنها علي الباب تحاول سماع اي صوت صادر من ايا كان، دق قلبها استعداد لهذه اللحظه الحاسمه في حياتها ...
امسكت حقيبتها الصغيرة وانطلقت علي اطراف اصابعها وهي تتخطي أروقه وغرف تخشي من بداخلها !...
وداد بخوف: يارب استر يارب...
هرعت سريعا الي الباب الخلفي واغلقته وراءها في هدوء واطلقت العنان لقدماها ... وكل ما ببالها هو ان تبتعد قدر الامكان عن بيت ضم كل مخاوفها ...
وجدت ضوء ساطع امامها وصوت الرجال يعلوه شعرت بارتجاف في قلبها وحاولت التخفي قدر الامكان لتبتعد وتغير طريقها الي بيت خالتها في الجهه الاخري من البلده حتي تهربها الي قنا وتزوجها لابن سلفها الشاب هناك...
شكرت الله علي وجود خالتها في حياتها فهي الوحيده التي تهتم بمصلحتها فعلاا...فلولا انها اتفقت معها علي الهروب لم تكن لتفكر فيه من الاساس ...

...

دخل إبراهيم وسط الرجال يبحث عن علي بعينيه ...
ابراهيم:السلام عليكم !
رد الجميع: وعليكم السلام...
قام علي بسرعه يرحب به ..امسك ابراهيم بذراعه وسحبه الي ركن بعيد عن مسامع الرجال...
ابراهيم بقله صبر: اتصرف يا علي ؟ الجوازة دي مش لازم تتم اني جربت اتخنج!
علي بهدوء: إهدي إكده يا عمي ! وان شاء الله كل حاجه هتبجي تومام...
هز ابراهيم رأسه واتجه ليجلس علي احد الكراسي الفارغه فرأي جابر وهو مندمج وسط الرجال...
ابراهيم مناديا: جاااابر ...
وقف جابر بسرعه واتجه نحوه: نعم يا حاج...
-كفايه إكده يا ولدي انت مش جد الدخان اللي إهنه ...بيكفي عليك وارجع احسن للدار ...اني رايدك إمعايا من الصبح وعايزك فايج ..

-احم حاضر يا حاج متقلقش عليا...
ضحك علي: لاااه متجلجش عليه ده ابن بلد ابصاحيح ...
جابر: هههههههه تشكر يا ذوق ...بس انا هروح فعلا كفايه كده ...عن اذنكم يا رجاله...
القي السلام ورحل في طريقه ليتجه عقله الي عيون لم ينساها منذ ان خطا بقدماه مركز المنشاه...
جابر: انا كان مالي ومال ام السفريه دي !
لمح خيال يجري وسط الحقول تعجب له ! لم يعره انتباه وقرر المضي في طريقه فاستوقفه سقوطه المفاجأه وصرخة انثي...
تحرك سريعا نحوها وهو يتساءل ماذا حدث لها او ما الذي اخرجها من دارها بهذا الوقت ؟!

جابر بخوف: انتي كويسه ! حصلك حاجه ؟!
وداد بألم: رجلي مش جادره ارفعها من عل الارض ...
جابر بحيرة: هو في حد بيجري في الضلمه كده انتي مجنونه !هاتي ايدك كده قومي...
وداد: اني مش ناجصاك انته كومان ...
جابر بضيق: كمان لمضه ! هاتي ايدك ياختي هاتي...
اوقفها جابر مسندا لها لكن الم قدمها باغتها ...
وداد بألم: لاااه مش جادره واصل هموووت...
جابر: اهدي بس وتعالي اقعدي هنا وريني رجليكي...
خرج رفاعي يتحدث في هاتفه فرأي جابر يسند احدا ما ويجلسه علي صخره عاليه ...
هرع اليهم: في حاجه يا جابر بيه ؟!
تسمر مكانه عندما رأي وداد وهي تحاول اخفاء وجهها بالوشاح لكن بعد فوات الاوان...
جابر: مفيش دي واحده وقعت شكل رجليها اتكسرت مفيش مستشفي قريبه هنا ؟!
-لاااه في مستوصف بس زمان الدكتور نايم ...هنادي علي بيه يتصرف! ...
ركض الي علي ليخبره بما رأه ...نزل الي مستواه وهو جالس ليهمس له بهدوء ..وقف علي مسرعا واتجه الي جابر ليتأكد بعينيه ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة